بعد طول انتظار وترقب جاء القرار باستئناف الدراسة في مدارس نجران وفق خطة الضيف والمستضيف، وتقسيم الدوام على فترات صباحية ومسائية، غير أن الحلول المتخذة والمطبقة أيضا لم تحظ بقبول بعض الأهالي، ولعل هناك غيرها أكثر ملاءمة وتقبلا لو أنه وضع في الحسبان إشراكهم في اقتراح الحلول، فهم في النهاية أولياء الأمور، وسلامة أبنائهم هي هاجسهم الأول، ولديهم أيضا معرفة تامة -لأنهم سكان المكان- بالأماكن التي تشكل خطرا والأخرى الآمنة بحسب طبيعة الموقع الجغرافي.

بعض من الأهالي لم يستجيبوا لتلك الحلول، لأنهم يرون أنها فوق قدرتهم على الأخذ بها، فطلاب وطالبات أقصى الغرب رحلوا إلى أقصى الشمال، ومن هم في الوسط والشمال إلى أقصى الشرق، وهنا حضرت المسافة بطولها وخطرها، وصعوبة تفرغ ولي الأمر لنقل أبنائه وبناته إلى تلك المدارس، فهو إما موظف أو كبير في السن، وفكرة إيداع الصغار لدى سائقين أمر صعب جدا، لذلك كان خيار بقائهم في المنازل هو الأسلم.

إدارة التعليم أعطت الأهالي الحرية في قبول الحلول أو رفضها، ولم يكن ما أوجدته من خطط بديلة هي مجرد وسيلة لإسكاتهم عن مطالبهم الملحة بضرورة فتح المدارس واستئناف الدراسة، لأن ضياع عام دراسي ليس بالهيّن، والبدائل التقنية لن تحل المشكلة لأسباب كثيرة.

هناك أقوال غير مؤكدة أن معظم المدارس سيتم فتحها تدريجيا خلال الأيام المقبلة، وهذا ما نأمل المسارعة فيه، لأن الوقت يمضي وتأخيره لعقد مزيد من الاجتماعات واقتراح حلول لا تجعل سير الأمور في إطارها الطبيعي، ليس مجديا ولا مقبولا.