في وطننا نشعر بالفصول الأربعة، وتأتينا نسمات البرد والحر، الخريف يهفهف علينا، والمطر يفضح مشروعاتنا، وبكل صبر وفرح نتعايش مع واقعنا ونحن نعلم أن القادم قد يكون أكثر ألما أو أشد فرحا، وفوق هذا وبقدرة الله نحن أشداء ونتحمّل نفحات وتغيرات الأجواء، ولكن ما يجعل صدورنا تضيق ونحن نسير في المجال التربوي ونُحسّن من تطلعات شبابنا المستقبلية هو ما نجده في بعض المدارس من إلزام للطابور الصباحي ووقوف الطلاب في البرد علماً بأن درجة الحرارة قد تصل إلى 10 درجات في بعض المرتفعات بمنطقة الباحة.
ومع وجود بعض الاحتيالات في بعض المدارس كعمل الطابور في الفناء الداخلي أو وضع حواجز من الحديد حول أسوار المدرسة "كالهناجر"، يظن أنها تخفف من شدة الرياح، ومع حرص الطلاب في جميع المراحل التعليمية على لبس الملابس الشتوية حتى تجد بعضهم منتفخا وهو نحيل الجسم من كثرة ما لبس من ملابس تقيه من برد الصباح، وبعد هذا كله يفرض عليه طابور الصباح البارد الممل في حركته والمميز عند الطلاب في نشيده الوطني لأنهم يعلمون أن بعد النشيد دفئا يشعرون به في الفصول، ومع هذا نجد أن إدارات المدارس "تزيد من الطين بلة" ولا تتعامل مع مثل هذه الحالات في مواسم البرد بإلغاء الطابور، ولكن تزيد من طول وقته في إذاعة لا تسمع منها غير رجفان الصوت من شدة البرد، حتى إن أحد الطلاب وهو يلقي الكلمة اعتقدت جازما بأن خوف الوقوف والرهبة أمام الطلاب هو سبب الرجفة، ولكن كان حديثه لي بعد الطابور أشبه برسالة مفادها خافوا الله فينا "ذبحنا البرد"، وهو موقِن أن كلمته لم يفهم منها شيء، ولا يخفى على الجميع أن المدرسة المميزة هي من يقف طلابها في وجه البرد وفوق كل الصعاب والجائزة درع يعلق على جدران المكتب.
هنا أتوجه إلى إدارة التعليم في منطقة الباحة هل حماية الطلاب من الأمراض وخاصة "الأنفلونزا" أهم أم طابور الصباح؟ وهل يمكن أن يتوقف فترة الشتاء ثم يعود بعدها لمصلحة طلابنا وحماية لهم ولترسيخ مقولة "الوقاية خير من العلاج".
وتذكروا أن الأنفلونزا ووفقا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) يصيب المرض في جميع أنحاء العالم ما بين 3 إلى 5 ملايين إنسان سنويا.