بدأت ظاهرة إطلاق الألقاب على الفنانين مطلع الستينيات، وكان الفنانون من العمالقة آنذاك يتميزون بألقاب أطلقها عليهم الجمهور أو من فنانين بارزين آخرين أو من شخصيات سياسية واجتماعية أو إعلاميين، إلا أن الأمر تحول في السنوات الأخيرة إلى ما يشبه الهوس بهذه الألقاب من قبل بعض الفنانين الصغار، أو أولئك الذين غابوا عن الظهور سواء في المسرح الغنائي أو الأعمال التلفزيونية، مما دفع بعضهم إلى إطلاق هذه الألقاب على أنفسهم.
على الصعيد العربي أطلقت عدة ألقاب على أم كلثوم وفيروز وطلال مداح ومحمد عبده، وذلك من باب التكريم والاعتراف بما قدموه خلال مسيراتهم الفنية الطويلة. فمنحت أم كلثوم لقب "كوكب الشرق" في حفلة غنائية قدمتها في فلسطين من سيدة سورية تدعى "أم داود"، وكذلك الفنان محمد عبده حصل على لقب "فنان العرب" من الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، وأهدى محمد عبدالوهاب لقب "زرياب" إلى الراحل طلال مداح.
ومحليا أطلق بعض الفنانين على أنفسهم ألقابا مثل "سفير الفن السعودي" و"عصفور الأغنية" و"كروان الأغنية"، ويعتبرهم النقاد من الفنانين المبتدئين أو من الذين قل عطاؤهم في السنوات الأخيرة.
وقال المنتج الفني رفيع العمري إن ما يحدث من انشغال بعض الفنانين المبتدئين بالألقاب هو دليل على رغبتهم في لفت الانتباه إليهم، لافتا إلى أن الفنانين الأكثر عطاء لا يسعون إلى مثل تلك المسميات لأن إرثهم الفني هو من يخلد أسماءهم.
من جهته، وصف الناقد الفني وائل رفيق الباحثين عن الألقاب بـ"المفلسين فنيا"، مشيرا إلى أنهم في العادة عندما يجدون رصيدهم خاليا من أرقام صعبة يقدمون على مثل هذه الأمور. وأضاف "العمالقة لم يسعوا يوما إلى البحث عن لقب مثل محمد عبده وطلال مداح ومحمد حمزة وغيرهم، وإنما منحت لهم بعد تاريخ من العطاء المتميز".