انطلق منتصف الأسبوع الماضي في صالة" داما آرت" بجدة المعرض الشخصي السادس "ذاكرة الجدار 2" للتشكيلي السعودي عبدالرحمن المغربي الذي يستمر 10 أيام، وعرض فيه 30 لوحة مسندية صور فيها المكان، واستحضر في نصوصه البصرية رموزه من البيئة المحلية وجدرانها العتيقة، وفق أسلوب تجريدي وتقنية مؤسلبة وظف فيها ألوان الأكريلك، وورق صفيح الزنك، وبعض المعاجين الأخرى على القماش.

يقول الناقد عمران القيسي عن أعمال المغربي "نقف أمام لوحة الخامة (الماتيريال) التي تجاهد لأن تتحول إلي لوحة أفكار، وهنا سوف ننجذب تلقائيا صوب القوة التأسيسية للعمل وليس غريبا عبر تاريخ الفنون العالمية أن نجد حقبات تاريخية برمتها انجذبت اتجاه (الماتيريال) التي أضفت علي العمل الفني نظرة جديدة، وربما معاصرة، وهذه الحركة (الدادئية) التي أضافت الكولاج، كما هذه التي أفرزتها مدرسة (الباوهاوس) دعت الفنان إلى أن يكون صانعا ماهرا وأن ينتقل بالفن من فن الصنعة إلى صنعة الفن".

وأضاف: "المغربي أدرك في نهاية المخاض أنه استولد جدارا، وهذا الجدار ليس مرميا في فضاء لا أنسي، بل هو ضمن مساحة القيم الإنسانية والحضور الإنسي، مستحدثا سطحا تشكيليا يتخطى على امتداد المسافة الشاسعة ما بين الحروفي والتجريدي، أو ما بين البعد الخطي والبعد العمقي"، ثم يتساءل: ترى هل نجح المغربي في جميع أعماله فقدم إيقاعا أو مشروعا تشكيليا مثيرا أو مكتملا؟.

أما عميد معهد أكاديمية الفنون بالقاهرة الدكتور مصطفي يحيى فيؤكد أن أعمال المغربي تستدعي الأسطورة المؤطرة للحضارات في المملكة ولكن بلغة تشكيلية راقية، فنراه ينجح في استكشاف شفرة ذاتية توصل لأسلوبه التشكيلي، مستخدما مفردات أسطورية كأبجدية للغته الفنية في الخط واللون والمساحات وشاعرية الملامس من خلال بناء فني بدني ذي إحساس فطري.