عبدالحميد جابر الحمادي


جعل الله تعالى الانتماء جزء من خصائص الإنسان، ويتفرع ويتجزأ عن هذا الانتماء عدد من الانتماءات التي لا بد للإنسان أن يلتف حولها، فهناك الانتماء إلى العنصر البشري الذي يميز بين الإنسان والحيوان والجماد وهناك الانتماء إلى الأديان، هكذا بغض النظر عن تفاصيل تلك الأديان وهناك الانتماء إلى نوع الجنس فهناك الذكر والاثنى وقس عليه الانتماء إلى اللون والانتماء إلى الأمم واللغات والانتماء إلى البقاع الجغرافية والانتماء المهني للوظائف والمهن والتخصصات والانتماء إلى الطبقات والمستويات المعيشية، فالانتماء أحد خصائص تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات.

القبيلة أحد أنماط وصور هذا الانتماء الذي يلتف حولها الإنسان، ومفهوم الانتماء إلى القبيلة يعنى ارتباطهم الأزلي نتيجة وجود بعض العوامل والجذور التاريخية التي تربط بين الأفراد الذين يعيشون في هذا المكان فتجد أن لهم أصول واحدة أو تجمعهم تحالفات قديمة مشتركة أدت إلى التفافهم حول بعضهم يجمعهم مسمى واحد يعرفون ويتميزون فيه عن غيرهم من القبائل .

والقبيلة التي نريدها اليوم ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين وتحديداً عام 2015م ، هي القبيلة التي تسخر وتوظف نخوتها وهمتها وطاقات المنتمين إليها في خدمة أبناءها وبناتها، وذلك من خلال القيام بالمبادرات الاجتماعية الخدمية في كافة الجوانب الثقافية والخيرية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية التي تعزز من دور وتأثير النظام القبلي في المجتمع من خلال تحمله مسؤولية المبادرات الاجتماعية داخل محيطه الجغرافي، ولذا فالقبيلة بنظري اليوم هي التي تتمتع بهذه المواصفات وتسعى للقيام بهذه المهام.

هذه هي بعض ملامح القبيلة التي نريدها ونتمنى أن نراها في سائر قبائل مناطق المملكة، وكفى مباهاة واستعراض بالقصائد التمجيدية التي لا فائدة منها ولا ثمرة سوى أنها تورث التعصب والتفاخر والإنجاز الفارغ، نريد من القبيلة أن تعمل من أجل تعزيز القيم والآداب والفضائل التربوية في نفوس أبناءها بتشجيع المبدعين والمتميزين والمتفوقين والبارزين كباراً وصغاراً نساء ورجالاً لكن دون مكابرة أو طيش وكما قيل :(حمية بلا طيش) نريد من القبيلة أن تقوم بتطوير أساليب حل النزاع والخصومات بأسلوب شرعي عرفي راقي بعيد عن المبالغة والتشنج بل بعقلٍ حكيم وبأسلوب رشيد . وأجدها فرصة للشكر والثناء (للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بقرى آل عاصمي بعسير) على مبادراتها النوعية كونها - وبحسب ما أطلعت وتابعت - تعد نموذجاً اجتماعياً فريداً يترجم ويوضح مفهوم الانتماء للقبيلة بشكل تربوي وحضاري يتواءم مع تطلعات القيادة السياسية والأمنية والتنموية ويلبي احتياجات أبناء وبنات القبيلة المنتمين إليها بحسب ما يتوفر لهم من إمكانات وموارد فبارك الله في جهودهم وجهود إخوانهم أبناء القبائل الأخرى في كافة وسائر المناطق الأخرى من المملكة .