عاد مسلحو تنظيم القاعدة إلى تفجير المباني الأثرية القديمة في اليمن، حيث شهدت محافظة تعز أول من أمس تفجير قبة الشيخ مدافع المعيني الأثرية في مديرية المظفر التي يعود تاريخها إلى قرابة 800 سنة خلت، حيث بُنيت عام 640. وأشارت مصادر محلية إلى أن عددا كبيرا من المتشددين المسلحين أقدموا على تلغيم المكان بمادة الديناميت، ثم قاموا بتفجيرها عن بعد ما تسبب في حدوث انفجار هائل، أسفر عن أضرار في بعض المنازل المجاورة للقبة التي تمت مساواتها بالأرض.
وكان التنظيم المتشدد أقدم خلال الفترة الماضية على هدم الكثير من المعالم التاريخية والثقافية في محافظة حضرموت، بحجة أنها من البدع التي تنافي الإسلام، بينما أوضح سكان المدينة أن تلك المواقع لم تعد أماكن عبادة، ولا يؤمها المصلون، إنما هي معالم تاريخية تؤكد التقدم الحضاري والعمراني للمحافظة.
وتسببت تلك التصرفات في زيادة التباعد بين السكان وعناصر القاعدة، حيث تحدى الآلاف من أبناء حضرموت تهديدات القاعدة وتظاهروا في عاصمة المحافظة مدينة المكلا، تلبية لدعوة وجهتها عدد من منظمات المجتمع المدني، رفضا لاستمرار سيطرة عناصر التنظيم على مدن ساحل حضرموت، وتنديدا بالممارسات الأخيرة التي قاموا بها في الفترة الأخيرة مثل هدم المعالم الثقافية والعمرانية بدعوى مخالفتها للإسلام، والتدخل في خصوصيات المواطنين وطريقة عيشهم. كما استنكروا تجاهل السلطات المحلية لمعاناة سكان المحافظة الواقعة جنوب شرقي البلاد.
وحمل المشاركون في الفعالية التي شهدت مشاركة نسائية واسعة، لافتات تندد بوجود المتطرفين واحتلالهم كل مدن ساحل حضرموت. وعقب التظاهرة صدر بيان اتهم السلطات المحلية بشقيها المدني والعسكري بالهروب وترك أبناء المحافظة يعانون من مختلف صور التعدي على حقوقهم المدنية وعلى تراث محافظتهم وفنونها وعلومها وآدابها، ناهيك عن الأزمات المتصاعدة في الخدمات الأساسية من كهرباء، ومياه، ونظافة، وصرف صحي، وتعليم، وصحة، وغيره، موجهين نداء استغاثة للحكومة الشرعية دعوها للقيام بواجبها الوطني تجاههم.