بعد أربعة أيام من توقف الحياة في العاصمة البلجيكية بروكسل، بدأت المدينة تستعيد طبيعتها بعودة بعض القطاعات لممارسة أنشطتها وسط إجراءات أمنية مشددة، وانتشار الجنود في الشوارع، بما يشير إلى أن حالة التأهب القصوى التي أعلنتها السلطات الأمنية في وقت سابق ما زالت مستمرة.
وشهدت بروكسل أمس، عودة المدارس لاستقبال طلابها، فيما قام 300 شرطي بحراستها. كما عاد نحو نصف محطات قطارات الأنفاق في المدينة للعمل.
وكانت الحياة العامة قد توقفت بشكل شبه كامل في بروكسل، على مدى أربعة أيام، بسبب مخاوف أمنية من وقوع هجمات وشيكة، حيث ألغيت حفلات ومباريات رياضية، فيما قالت مصادر إن بعض الأنشطة ستعود في وقت قريب.
من ناحية ثانية، لا يزال صلاح عبدالسلام المشتبه بأنه الشخص الثامن بين الذين قال تنظيم داعش إنهم نفذوا الهجمات في باريس طليقا، وقالت الحكومة البلجيكية إنه قد يكون مسلحا وخطيرا، وربما يدبر لمزيد من الهجمات، مشددة على مواصلة البحث عنه وضبطه. كما لا زالت الشرطة تلاحق عشرة آخرين، تشتبه في أنهم ربما يخططون لأعمال عنف جديدة.
من جانبه، أعلن القضاء البلجيكي، أمس، أنه تم اتهام شخص اعتقل في بلجيكا بعمليات قتل إرهابية، ما يرفع عدد الأشخاص الموقوفين احتياطا إلى خمسة، وقالت النيابة الفدرالية في بيان إن "كبير المحققين المتخصص في قضايا الإرهاب قرر إصدار مذكرة توقيف بحق أحد الأفراد بتهمة المشاركة في أنشطة مجموعة إرهابية، من دون كشف هوية هذا الشخص.
مداهمة منازل بفرنسا
قال وزير الداخلية الفرنسي برنارد كازنوف، إنه "تم اعتقال 124 شخصا، منذ إعلان حالة الطوارئ في عموم البلاد، عقب هجمات باريس، موضحا خلال حديثه، في اجتماع المجلس القومي الفرنسي أول من أمس، أن الشرطة أجرت منذ ذلك التاريخ، حملات مداهمة، على ألف و233 نقطة، وضبطت خلالها 230 قطعة سلاح".
من ناحية ثانية، أفاد مسؤولون محليون في فرنسا بانتهاء أزمة الرهائن التي شهدتها مدينة روبيه شمالي البلاد، قرب الحدود مع بلجيكا، مؤكدين أن الحادث لا صلة له بالإرهاب. وذكر المسؤولون في بيانهم، أنه "تم تحرير الرهائن، وتوقيف المسلحين خلال العملية الأمنية".
تهديدات بألمانيا
أكدت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أمس، وجود تهديد بوقوع هجوم إرهابي في ألمانيا. وقالت ميركل قبل التوجه إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن برلين "تبقى متضامنة إلى جانب فرنسا، وإذا تبين أنه من الضروري زيادة التزامنا، لا نستبعد ذلك تلقائيا". من جانبها، أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا دير ليان، أمس، أن برلين سترسل 650 جنديا إلى مالي، دعما للعملية العسكرية التي تقودها فرنسا ضد الجهاديين في ذلك البلد. وقالت بعد اجتماع للجنة الدفاع في مجلس النواب "نود الوقوف إلى جانب فرنسا وبذل كل ما بوسعنا لمساعدتها في هذا الوضع الصعب".