بعد أن استفحلت ظاهرة السوق السوداء التي باتت تباع فيها كل السلع الضرورية، بدءا من المواد الغذائية ومرورا بالغاز المنزلي، وانتهاء بالمشتقات البترولية، لجأت الميليشيات الانقلابية لبيع الكتب المدرسية بأسعار خيالية، بعد أن كانت قد تذرعت بعدم قدرتها على طباعة الكتاب المدرسي، "بسبب الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد في الفترة الأخيرة".

وأشار شهود عيان إلى أنهم لجأوا - للمرة الأولى في تاريخ بلادهم - إلى السوق السوداء لشراء الكتب الدراسية، بعد أن تعذرت كل محاولات الحصول عليها عبر القنوات الرسمية المعهودة، مؤكدين أن الكتب موجودة بوفرة، وتعرض بواسطة مجهولين على استعداد لتوفير أي كميات منها، ما يؤكد أن عدم القدرة على طباعة الكتب هي مجرد ذريعة لجأت لها سلطات الانقلاب لتبرير بيع الكتب. وأضافوا أنه رغم الضائقة المالية التي يعاني منها معظم اليمنيين، وتوقف معظم العمال والحرفيين عن العمل، وعدم حصول غالبية الموظفين على رواتبهم ومستحقاتهم التي توقفت الميليشيات عن سدادها، إلا أن كثيرين يرتادون السوق السوداء لشراء الكتب الدراسية لأبنائهم لإنقاذ موسمهم الدراسي من الضياع.

لم تكتف السلطات التعليمية برفض طباعة الكتب الدراسية في المطابع الحكومية، بل قاموا بتوجيه الطلاب لشراء الكتب من السوق السوداء، كما هددت إدارات الكثير من المدارس بمنع دخول الطلاب للمدارس، ما لم تكن بحوزتهم الكتب الدراسية.

وقال الموظف بوزارة الثقافة سالم منصور إنه يعاني بشدة بسبب عجزه عن توفير قيمة الكتب الدراسية لأبنائه الستة، مشيرا إلى أنها تفوق راتبه الذي لم يحصل عليه أصلا منذ شهرين، وأضاف في تصريحات إلى "الوطن" "اضطرت زوجتي لبيع جزء من مصاغها للحصول على قيمة الكتب، التي تباع بأسعار عالية، بعد أن استغل الانقلابيون حاجة الطلاب. لكننا كنا أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن نفعل ذلك، أو أن يضيع العام الدراسي على أبنائنا، وكلاهما أمر من الآخر، لكننا في الآخر اخترنا مستقبل أبنائنا".