من الممكن أن نتقبل "الضرب" كوسيلة لعقاب المجرمين.. بعض الحالات تم حسمها بنصوص شرعية صريحة.. لكن لا يمكن أبدا أن نتقبل الضرب كوسيلة للتعلم.. أو وسيلة للتربية وتعديل السلوك.. لم يكن الضرب يوما ما وسيلة للتهذيب..
والدليل أن المجرم يعود لجريمته والمذنب يعود لذنبه..
اليوم كثيرون في إطار التربية والتعليم والثواب والعقاب، لا يستخدمون الضرب وسيلة للتعامل مع أولادهم.. بل وهناك من لم يضرب ابنه منذ ولادته.. ولذلك تأتي الحكاية مؤلمة جدا للأب والابن ـ على حد سواء ـ حينما يتعرض الابن للضرب في المدرسة على يد أحد المعلمين..
يشكو لي أحد الأصدقاء أن ابنه تعرض للضرب على يد أحد المعلمين.. هذا الأب لم يمارس الضرب مع ابنه كوسيلة تربية أو عقاب منذ ولدته أمه..
ولا ألومه حينما يغضب ولا ألومه حين يشكو بل ولا ألومه حينما يفقد أعصابه.. كيف يقوم الإنسان بتربية ابنه بوسائل تربوية تحترم آدميته وتبني شخصيته.. ويأتي معلم مستجد يحطم كل هذا بعصا يهوي بها على يد هذا الطفل؟
ولست متأكدا هل أداة الضرب كانت عصا أم غيرها.. فأنا لا أعلم هل الوزارة لديها بنود لتوفير حزمة عصي لكل مدرسة؟! أم أن توفير العصي يكون على حساب المعلم؟ أم أن "اللي الأحمر" يقوم بالغرض؟!
الخلاصة: إما أن تكون وزارة التربية حازمة في مسائل الضرب وتضع إزاءها لوائح شديدة الصرامة تحمي من خلالها "عيال الناس".. فالناس ترسل أبناءها للمدارس للتربية والتعليم.. وليسوا فئران تجارب يتدرب عليها المعلمون المستجدون..
أو فلتقم الوزارة بفتح الضوء الأخضر أمام أولياء الأمور لنقل الشكاوى لمحاضر الشرطة..
نحن لا نريد أبداً أن تتحول المدارس إلى ساحات للضرب وساحات للأخذ بالثأر..