أكد مستشار حملة السكينة، أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية في جامعة أم القرى الدكتور صالح الفريح، صعوبة طبيعة العمل في حملة السكينة التي تولت محاورة ذوي الأفكار المتطرفة، إذ تعتمد في جزء من أساليبها على النقد البناء الهادف ومواجهة الأخطاء بإيجابية، سعيا نحو تحقيق السلامة في الدين والدنيا للأفراد والمجتمعات.
وقال إن النقد من الأمور التي تنفر منها بعض النفوس، إذ لا تحب النفوس بيان الخلل الذي لديها، والنقد لأعمالها، لذا تواجه الحملة ردات فعل ربما تكون غير محسوبة ولا منضبطة وخطرة، ومع هذا تتحلى الحملة بالسكينة على الدوام حتى غدت منهجا معتمدا للعاملين فيها.
جاء ذلك، في كلمة ألقاها نيابة عن المشاركين في حفل ندوة "تطوير عمل حملة السكينة"، في حضور وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح آل الشيخ مساء أمس في الرياض.
ودعا الفريج إلى نقل ساحة المواجهة الفكرية إلى حيث يوجد أصحاب الفكر المتطرف، وذلك خلال ترجمة محتوى حملة السكينة، والذي جمعته خلال 12 عاما من المواجهات الفكرية مع معتنقي أفكار العنف والتطرف، وترجمتها إلى جميع لغات العالم، وألا تكون الترجمة حرفية فقط، وإنما تراعى الجوانب الفكرية والثقافية وجوانب الحياة، ونشر ذلك المنتج في الوسائل الأقرب لهم والأكثر انتشارا بينهم.
وأضاف أن عمل حملة السكينة يتميز بجانبين: الأول "الجانب العلمي"، إذ كان الاهتمام بالجانب العلمي وفق منهج أهل السنة والجماعة. والثاني: "المنهج الوسطي المعتدل"، البعيد عن التطرف والغلو المحارب لهما، خلال الأصول العلمية المرعية انطلاقا من كتاب الله تعالى وسنة النبي الكريم عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم، وفق فهم سلف الأمة، فلا مناهج دخيلة، أو أفكار منحرفة أو بدع مضللة أو تغليبا لعواطف جياشة، أو حماسة منفلتة، وإنما نهج سلفي واضح، يحكم بلا منازع ولا مشارك.