الحملات الأمريكية الموجهة مضحكة كثيراً وواضحة، قد تكون فكاهية وجذابة للأمريكيين ولكن للجنسيات الأخرى التي تعرف الأطراف القائمة على أي حملة وتلك الأخرى الموجهة ضدها، يروق لها هذا الاستفزاز المضحك والساذج أحياناً. قبل أسبوع، استضافت قناة CNN الأمريكية الممثل الشهير جورج كولوني بعد زيارة له إلى السودان، وهو يحكي الأوضاع المأساوية ويتمنى تدخلاً سريعاً لوقف ما يسميه بالعنف والمجاعة! أعتقد أنه ذكي ومضحك في نفس الوقت، فهو ذكي لأنه لم يقدم خلال الفترة الأخيرة ما يستحق المشاهدة ففضل العمل الإنساني، ومضحك لأن زيارته أتت في نفس الوقت الذي يمارس فيه المجتمع الدولي ضغوطاً وعقوبات على السودان. كان بإمكان جورج كلوني وغيره عدم الدخول في هذه المنطقة، حتى يعمل السياسي "عمائله"، لكن دخول الممثلين الأمريكيين يعطي إشارة إلى فشل المنظمات الدولية في استعطاف الشعب، فدخلوا حتى يجمعوا المعجبين ويقنعوهم بأن هناك جرائم على أرض السودان بقيادة الحكومة السودانية!

لا ينكر الأمريكيون أن إعلامهم موجه، ولكنهم مع قوة اطلاعهم وقراءتهم يبقون أكثر الشعوب الذين يدارون من قبل الشاشة، ولعلها الحرية الإعلامية التي يكفلها الدستور الأمريكي فاستغلها الجميع لغسيل الأدمغة وشن الحملات الإعلامية الموجهة.

ولعل ما قام به كلوني يشبه زيارات بعض الممثلين والدعاة لبعض المناطق المتضررة في السعودية والتقاط الصور ونشرها للعامة، من يريد العمل الحقيقي فليصمت بعيداً عن التصريح وتجهيز مواد العلاقات العامة، وفي موضوع كلوني أكاد أجزم أنه لا يعرف اسم الرئيس السوداني ولا تفاصيل الأحداث إلا قبل زيارته بفترات قليلة، فحديثه التلفزيوني كان عاماً يصف ما شاهد فقط، وأثناء حديثه لم يبتسم ليجذب عطف المشاهدين، الذين قد ينظمون مظاهرات بناءً على برنامج تلفزيوني.

فاصلة:

في تقرير نشرته قناة العربية نقلاً عن دراسة بريطانية أن هناك 1100 قناة ناطقة بالعربية، وتكلفة تشغيلها 6.5 مليارات دولار، في الحقيقة أن المعلومة مضحكة لأن نتيجة كل هذا الكم الهائل وهذه القنوات تموت وتضعف مع احترافية وتأثير 3 قنوات عالمية ناطقة باللغة الإنجليزية وهي BBC،CNN وFOX