استمر الاتحاد ـ النادي والإدارة والإعلام والجمهور ـ في وضع بصماتهم الخاصة في كل شيء، أصبح المتابع الرياضي يشاهد الاتحاديين في كل مكان يضعون أنفسهم وناديهم طرفا في أي حكاية رياضية تحظى باهتمام وسائل الإعلام. أضحى الجميع يتابع عميد الأندية في مجمل القضايا الداخلية والخارجية أو أغلبها، بل وتجدهم يتصدرون الصفحات الأولى لأي إشكالية أو مماحكات أو وعود أو أي تفاصيل تخطر في بالك.
تابعه الجميع في إيطاليا ثم جبل علي واليوم في الطائف معسكرات وخطط وشيل وحط وصرّح، تجدهم في البرامج للنفي أو الإثبات أو الاستشهاد أو للشكاية والبكائيات ورمي الآخرين بأسباب تراجعهم أو خسارتهم لموقفٍ ما أو قضية أخذت حيزا كبيرا من الاهتمام، تجدهم أيضا في مواقع التواصل الاجتماعي يقصون ويستدعون ويطالبون ويتهكمون ويبذلون جهدا كبيرا في تمييع مشاكلهم الخاصة ومحاولة التضليل عليها أو تغطيتها بطرح عشوائي غوغائي، تجدهم في الفيفا الدولي حينا وفي قبضة لجنة تقصي الحقائق حينا آخر.
المكان الوحيد الذي غاب عنه الاتحاد هو (الملعب) والمنافسة على البطولات والألقاب وإعادة هيبة هذا الكيان التاريخي الكبير، نعم فقد تناسى الاتحاديون مع مطانيخهم الجُدد كل مقومات البقاء في ذاكرة المشهد الرياضي العام، انقسم حراكهم ومدرجهم وثقافتهم إلى مؤيد ومعارض وشاتم وسقيم. لم يتبق من الاتحاد سوى الوعود والأكاذيب وقائمة طويلة من فواتير وأرقام وأصفار مازال البحث جاريا عن طريقة أو طرق لسدادها أو حتى مضاعفتها للمستقبل المجهول.
للأسف حتى المحاكم أصبح الاتحاديون يتواجدون فيها يأكلون بعضهم بعضا انتصارا لأحقاد خاصة في غفلة من الزمن الغابر الذي غاب فيه (الكبير) وابتعد عنه (الرشيد) ولفظه كل (محترم) بسبب الشخصنة والمحسوبيات والعلاقات الخاصة.