بعد أيام من إطلاق المملكة والهند قمرين اصطناعيين للاتصالات والبث التلفزيوني وشبكة الإنترنت، تخدم 15 عاما، تسارعت خطى التعاون بين الرياض ونيودلهي في عدة مجالات، إذ ترغب الهند في زيادة استثماراتها في السعودية، وضمان استقرار أسواق النفط.

 




قبل أيام أطلقت المملكة العربية السعودية والهند بنجاح قمرين اصطناعيين مخصصين للاتصالات، بمساعدة صاروخ أوروبي. وبالنسبة للمملكة، فإن هذا القمر هو الأول في سلسلة تتكون من ستة أقمار للاتصالات والبث التلفزيوني وشبكة الإنترنت لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا الوسطى، حيث من المقرر أن يخدم 15 سنة.

وتزامن إطلاق القمرين في الفضاء كان إشارة لتقارب وشيك على الأرض في المجالات الاقتصادية، حيث تتشابه التحديات والفرص التي تواجه الدولتين المحوريتين في آسيا، أما فرص الاستثمار فتتجاوز النفط والغاز والطاقة المتجددة إلى الأمن الغذائي والصحة والتكنولوجيات الفائقة والاتصالات والمعلومات.


دور المملكة

رغم أن الهند والصين هما عضوان في مجموعة البريكس، إلا أن التعاون ضمن ذلك التكتل يظل محدودا مقارنة بعلاقات دول البريكس والمملكة، وتلك العلاقة تشكل أهمية مركزية في عالم "الجنوب – الجنوب" بالإضافة إلى روسيا، حيث تلعب المملكة دورا متوازنا بين الجميع. يأتي الحديث عن الهند باعتبارها من أكثر دول آسيا رغبة في توثيق علاقاتها مع المملكة حاليا، وذلك عبر ثلاثة محاور، هي: الرغبة في زيادة التمويل والاستثمار الأجنبي المباشر. إضافة إلى الحاجة الملحة للطاقة. والمحور الثالث هو إعادة النظر في سياسات الهند الاقتصادية والاستثمارية، بما يحقق تفوقا على الصين.

 





شريك استثنائي

العلاقة بين المملكة والهند ليست شأنا ثنائيا كغيرها من العلاقات التي تنسجها الدول المهمة بمرونة واستمرارية، وإنما هي علاقة مؤثرة من الناحية الاستراتيجية – المستقبلية، حيث يتم تتبعها ورصدها أولا فأولا في الغرب، خاصة في الولايات المتحدة لأنها تشكل أحد مفاصل التحولات الاقتصادية – الجيوسياسية في القرن الحادي والعشرين، أو "قرن آسيا والمحيط الهادي"، حسب تعبير المرشحة الرئاسية الأميركية الأبرز في العام المقبل، هيلاري كلينتون.

المملكة هي أهم شريك استراتيجي عربي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، حيث تتشابك المصالح الاقتصادية والأمنية والجيوسياسية، وازدادت أهمية هذه العلاقة بعد زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في سبتمبر الماضي، وفتح سوق الأسهم داخل المملكة لتصل للمستثمرين.