لم يتحرر الإعلام العربي من تقليدية التعاطي مع أزماته التي تضعه على المحك، ولم يخرج من جلباب الرسمية الحكومية المقيدة، أو التجارية المنفلتة، أتذكر في السياق ذاته الذين يقلبَون علينا "المجن" حين الأزمات وينسون أو يتناسون جميع مواقفنا الإيجابية، ويركزون على هنات ونتوءات عادية بسيطة للغاية يحولونها من حبة إلى قبة، فقنوات التضليل لا تخجل من بث سمومها، والكتاب المرتزقة لا يتوقفون، وأتذكر نغمة التكرار والتوجيه المملة لبعض إعلامنا العربي، بينما يقف إعلاميّ حر مثل "نديم قطيش" ليقدم لنا صورة حقيقية لما نريده من إعلامنا، مجرد متابعة حلقة واحدة لـ"نديم" سيكتشف إعلامنا العربي بلادة التعاطي وأسباب عزوف المشاهد.
نديم وبعد كل كلمة خطابية لحسن نصر الله، يقدم مقاطع سابقة كدليل فضح لما قاله للتو، ويقدم تفنيدا حقيقيا لتناقضاته بعظمة لسانه، دون بذاءة ودون مدح أو تلميع لأي طرف مكتفيا بالمهنية الإعلامية، وشجاعة الموقف.
وضعنا الإعلامي يستدعي إنشاء "منصة" إطلاق أصوات تعنى بالصوت الإعلامي؛ تضم أبرز كتاب الرأي والمقالات في وسائل الإعلام السعودية، فنحن بحاجة لإنشاء "منصة" تكافح وتنافح عن قضايانا، لا نريد قلما وطبلة، ولا الخنوع والانهزام أمام الأصوات المغرضة، نريد وسطية في الطرح والتوثيق والمصداقية، نريد علو كلمة الحق، فهناك فرق بين صوت إعلامي يدعم البناء الإنساني، وبين صوت نشاز يدعو لنشر الكراهية والطائفية وتمزيق وحدة العالم العربي.
النغمة الإعلامية العربية ضعيفة للغاية ونغمة الإعلام السعودي تحاصرها التقليدية. نحن في حاجة إلى منصة إعلامية نطلق من خلالها "باتريوت" اعتراضي يكمم أفواه أعداء السعودية ودول الخليج العربي، أما إطلاق "سكود" من هذه المنصة فلا أظن. قولوا يا أعداء السعودية ما تشاؤون ونحن سنفعل ما نشاء.