فيما عادت الحياة إلى طبيعتها في فرنسا أمس، بعد توقف دام يومين إثر هجمات إرهابية على مواقع متفرقة بالعاصمة باريس الجمعة الماضي، حذر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس مجددا من الإرهاب، وقال في تصريحات إعلامية أمس "سنعيش فترة طويلة مع تهديد الإرهاب ونحتاج إلى إعداد أنفسنا لهجمات جديدة".

وكان الفرنسيون قد عادوا إلى ممارسة أعمالهم، كما انتظمت الدراسة بالمدارس أمس، وسط إجراءات أمنية مشددة، فيما دهمت الشرطة منازل أشخاص يُشتبه بأنهم متطرفون في مناطق متفرقة من البلاد.

ضبط أسلحة

وأفاد مصدر مطلع على التحقيق باعتقال خمسة أشخاص، كما تم ضبط أسلحة بينها قاذفة صواريخ، وسترات واقية من الرصاص، وعدد من المسدسات، وبندقية كلاشينكوف في مدينة ليون، كذلك نفذت مداهمات عدة بضاحية بوبيني في باريس. وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، إن الشرطة ضبطت أسلحة وألقت القبض على 23 شخصا خلال حملة مداهمات. وأضاف في مؤتمر صحفي، أن قوات الشرطة نفذت 168عملية دهم، وتم وضع 104 أشخاص تحت الإقامة الجبرية، وتابع "الحرب أعلنت على فرنسا وأي شخص يهاجم الجمهورية سوف نرد عليه".

وعلى صعيد التحقيقات، أكد مصدر قريب من التحقيق الفرنسي، أن قائد هجمات باريس الدامية بلجيكي من أصل مغربي يدعى عبدالحميد أباعود، وهو موجود في سورية، فيما قالت تقارير إن الانتحاريين اللذين أعلن عنهما الادعاء الفرنسي أول من أمس، أحدهما ولد في سورية ويحمل جواز سفر سوري، بينما الثاني فرنسي، لافتة إلى أن هذين الشخصين كانا يقيمان في بلجيكا.

خلية بلجيكية



وأضافت، أنه بالكشف عن هوية هذين الانتحاريين يرتفع عدد المشتبه بهم إلى خمسة انتحاريين متهمين في اعتداءات باريس الدامية.

كما أشارت التقارير إلى ضلوع مجموعة بلجيكية موقعها في منطقة مولنبيك قرب بروكسل، مبينة أن أنظار المحققين الفرنسيين تتجه إلى ثلاثة أشقاء فرنسيين كانوا في بلجيكا، هم إبراهيم وصلاح ومحمد عبدالسلام.

من جانبه، قال المدعي العام في باريس أمس، إن بصمات أحد الانتحاريين الذين نفذوا الهجوم على استاد فرنسا يوم الجمعة الماضي تطابق بصمات رجل سجل اسمه في اليونان في أكتوبر الماضي، مضيفا أنه "ما تزال هناك حاجة للتحقق من صحة جواز سفر باسم أحمد المحمد المولود في إدلب بسورية، لكن هناك أوجه تشابه بين بصمات الانتحاري وبصمات رفعت خلال إجراءات باليونان".

في الأثناء، حاصر عشرات من الجنود البلجيكيين منازل في شارع سكني في منطقة مولنبيك، وقالت الشرطة إن العملية تتعلق بهجمات باريس.