أعلنت منظمة أطباء بلا حدود تعليق أنشطتها الطبية في مستشفيات حجة، مشيرة إلى أن المضايقات التي يقوم بها عناصر ميليشيات الحوثيين هي السبب الذي دعاها إلى تعليق أنشطتها، مشيرة إلى أن التمرد وضع حراسة على أبواب مستشفى الجمهوري في المدينة، وباتت هذه الحراسة تتحكم في هوية الأشخاص الذين يدخلون المستشفى لتلقي العلاج، حيث يمنعون كل من لا ينتمي للجماعة الانقلابية من الدخول، ويشترطون على من يبحثون عن العلاج إعلان تأييدهم للانقلاب، وهو ما رفضته المنظمة، مشيرة إلى أن طبيعة عملها إنسانية في المقام الأول.

وقالت المنظمة في بيان رسمي "المرافق الطبية تعد مساحة إنسانية محايدة، ووجود الحراسة المسلحة على بوابة المستشفى تعرض المرضى والكادر الطبي للخطر. وطالبنا أكثر من مرة بإزالتها، إلا أننا لم نلق أي تجاوب من جماعة الحوثيين، مما دعانا إلى تعليق أنشطتنا الإنسانية".

وأعربت المنظمة عن قلقها العميق من تلك الممارسات، وطالبت السلطات المحلية بالحل السريع للمشكلة، كي تتمكن من العودة إلى ممارسة أنشطتها وتقديم المساعدة اللازمة للسكان المتضررين بسبب الصراع الحالي في اليمن.

انعدام الأدوية

في سياق متصل، اضطر قسم غسيل الكلى في مستشفى الجمهوري بمدينة تعز إلى إغلاق أبوابه، بسبب انعدام مواد الغسيل التي يحتاجها المرضى للغسيل الدوري. وقال مصدر طبي إن كافة المعينات الطبية ومواد الغسيل المطلوبة واللازمة نفدت، مما اضطر القسم إلى التوقف عن العمل لحين توفيرها من أي جهة. مشيرا إلى أن القسم اضطر في مرات سابقة إلى التوقف، قبل معاودة العمل إثر توفر مواد الغسيل.

وأكدت مصادر أن القسم يرتاده أكثر من 100 مريض بصورة منتظمة، مما يعني أن حياتهم بعد الإغلاق في خطر، إذا لم تبادر أي جهة لتوفير احتياجاتهم لإنقاذ أرواحهم.

تراجع القدرة الاستيعابية

ويعد مستشفى الجمهوري أحد المستشفيات الحكومية في المدينة، وتبلغ طاقته الاستيعابية في الظروف الطبيعية قبل اندلاع الحرب حوالى 500 سرير، تراجعت بسبب الأحداث الأخيرة إلى 80 سريرا و3% من القوة البشرية التي يحتاجها المستشفى لتشغليه بشكل كامل.

وقال أحد المسؤولين في المستشفى إنه يواجه صعوبات كثيرة تعوقه أحيانا عن العمل، في مقدمتها الأعمال العسكرية التي يتعرض لها، إضافة إلى انعدام الطاقة وشح المحروقات والأدوية والمياه. وقال: "هناك حوالى 12500 لتر من مادة الديزل ما زالت محتجزة في مخازن شركة النفط اليمنية، والتي لم تصل إلى المستشفى. وبدونها لا نستطيع عمل شيء. المستشفى مهدد بالإغلاق بشكل كلي إذا لم تتوفر المحروقات.