كشفت وسائل إعلام غربية أن المملكة والعراق زودتا فرنسا ودولا أخرى بمعلومات استخباراتية حيال تنفيذ عمليات إرهابية، وتحديدا قبل الهجمات التي شهدتها باريس بعشرة أيام، في حين أكد مندوب المملكة لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي لـ"الوطن" أن مركز مكافحة الإرهاب الذي تأسس بمبادرة من الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز يعمل بفعالية، ويغطي 30 مشروعا في دول مختلفة.
واعترف المعلمي بوجود خلاف عالمي حول تعريف الإرهاب، إذ إن الدول العربية والإسلامية وغيرها تتمسك بفكرة أن مكافحة الاحتلال ليست من الإرهاب، في حين لا ترغب بعض الدول في التفريق بين مكافحة الاحتلال والأعمال الإرهابية.
كشف مصدر سعودي أن بلاده حذرت عدة دول أوروبية من مخاطر وقوع هجمات إرهابية، مشيرا إلى أن التحذيرات سبقت الهجمات التي تعرضت لها باريس الجمعة الماضي، وذلك بنحو عشرة أيام. وقال المصدر لشبكة "سي إن إن" الإخبارية، "المملكة تحاول بقدر المستطاع مراقبة المتعاطفين مع داعش الذين يحاولون الوصول إلى أراضيها أو التوجه إلى دول أوروبية معينة". وأوضح أن آخر تحذير شاركته المملكة مع هذه الدول كان قبل 10 أيام دون أن يكشف عن أسماء الدول. وكانت معلومات استخباراتية سعودية منعت سابقا عددا من الاعتداءات الإرهابية من الوقوع في دول غربية، إذ أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في أكتوبر الماضي أن بلاده تسلمت من الرياض "معلومات استخباراتية مهمة، ومعلومات أمنية تحافظ على بقاء البريطانيين آمنين". وأضاف "كان هناك –خلال فترة رئاستي الحالية للوزارة– تحذير من تفجير محتمل الوقوع في بريطانيا، وأُوقف هذا التفجير بسبب المعلومات الاستخبارية التي وصلتنا من السعودية". وفي عام 2010 كشفت معلومات سعودية هجوما إرهابيا عبر الطرود المتفجرة التي شحنت من اليمن إلى الولايات المتحدة، وقدم الرئيس الأميركي باراك أوباما حينها شكره إلى الرياض على دورها في إحباط تلك المؤامرة. إلى ذلك، قال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، إن أجهزة المخابرات العراقية تلقت معلومات تشير إلى أن فرنسا والولايات المتحدة وإيران من بين الدول المستهدفة لشن هجوم عليها، مضيفا أن العراق أبلغ هذه الدول بتلك المعلومات.