فئة من البشر يستهويها التطبيل والنفاق، تدعي العلم ببواطن الأمور، وتسبق أصحاب الشأن في نشر أخبارهم وتبرير تصرفاتهم. تنشط هذه الفئة في كل منعطف حرج أو مأزق تمر به البلاد، فتسبق المسؤولين والمفكرين والقيادة الحكيمة بوضع التفسيرات لكل حدث وتبرر له من وجهة نظرها، بل وتذهب إلى أبعد من هذا حينما تأخذ هذه الفئة بإملاء ما يجب وما لا يجب عمله على قيادة حكيمة أثبتت نجاحا وتميزا في التعامل مع كل الظروف، ثم تبدأ هذه الفئة التمادي في غيها بتوزيع تهم الخيانة والعمالة على كل من لم يتبن رأيها، فتزرع بهذه السلوكيات الشكوك، وتقسم آراء الناس وتفتح المجال لسريان الإشاعة، وتهز قناعات البسطاء، حتى إذا قالت القيادة كلمتها، نكص هؤلاء على أعقابهم دون حساب أو عقاب.
أعتقد بأنه آن الأوان لإخراس مثل هذه الأصوات ومحاسبتها، فوطننا قوي لا يداهن أحدا ولا يخشاه، لذلك فهو لا يحتاج إلى من يطبل له، ويختلق على لسانه الحكايات المفتراة، فهذا ديدن الضعفاء.