أكد أعضاء في مجلس الشورى أن داعش ماض في سياساته بإيجاد صراع عرقي وديني في كثير من مناطق العالم، مشيرين إلى أن فرنسا تتعرض لأقسى ضربات التنظيم، واستبعدوا أن تؤدي هذه الأحداث إلى تغيير موقف فرنسا من الأزمة السورية.

وحول هذه الأحداث وتأثيرها على المنطقة العربية، وعلى التحالف العربي مع الدول الغربية في دحض الإرهاب، قال عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى، الدكتور زهير الحارثي "فرنسا تعرضت لهجمة أكثر قسوة وإيلاماً مما سبقها من هجمات، وقد تكون عُرضة لصراعات عرقية ودينية قادمة، لأن داعش تضرب الآن في كل مكان وتريد أن تثير الفتنة والقلاقل والفوضى بالعالم، والدفع لإيجاد صِدام ونزاع مجتمعي بأي طريقة، وذلك هو هدف داعش الإستراتيجي، فالتنظيم استغل بخبث نزاعات المنطقة واستثمرها لمصلحته، بما لها من قابلية للعنف، وهناك محاولة لتركيع باريس".


حسم الأمور

وأضاف "كما يقولون رُب ضارة نافعة، وتفجيرات باريس ربما تحسم الأمر في سورية، واستبعد أن يكون هناك خط عودة، والأوروبيون والأميركيون أيضاً سيرون أن الملف االسوري يجب أن يحسم، ولا يمكن السماح لمثل هذا الفصيل المتطرف بالعبث بالعالم وقتل الأبرياء".

وأكد الحارثي أن الدعم الفرنسي لقوات التحالف سيبقى، وتابع "من يفهم السياسة الفرنسية سيدرك أن التفجيرات الأخيرة أصابت العزّة والكرامة الفرنسية في مقتل، وأن هناك مساسا بالسيادة الفرنسية، وردة الفعل ستكون قوية، وستستمر باريس بنفس النهج في محاربة التطرف والإرهاب، ودعم القضايا العربية، بالتنسيق مع الدول العربية، من أجل مواجهة داعش وغيرها من الحركات المتطرفة".


دعم التحالف

واختتم الحارثي بالقول "إيران ستحاول بانتهازيتها أن تستفيد من الأحداث، وتوظفها لمصلحتها، ولكنها ستجد نفسها مواجهة بأن توضح صراحة هل هي مع أو ضد الإرهاب، مع داعش أو ضده، لأن ما تفعله في سورية، ودعمها للنظام يؤكد أن سياستها غير واضحة، ومتعددة الأوجه". من جانبه، قال عضو اللجنة الدكتور حمد آل فهاد إن فرنسا سوف تمضي في دعمها للتحالف، وإن ما حدث يؤكد أن دعم باريس للتحالف كان مؤثراً جداً، لذا استهدفت بهذه الأحداث الإرهابية حتى تعود عن ذلك النهج، وأضاف "داعش والأسد وإيران يحاولون ضرب التحالف وإرجاع فرنسا عن دعم التحالف، إلاّ أن ما سيحدث هو العكس، وهذا أعطى العالم كله مؤشراً حقيقياً عن ماهية هذا النظام الإرهابي وأن الوضع في سورية إذا لم يتم حسمه بشكل عاجل فإن العالم سوف يصطلي بنار الإرهاب كما حدث في فرنسا".

وتابع "باريس حتما تدرك أن ما حدث داخلها لم يكن للاجئين يد فيه، إلا أنها ستتخذ إجراءات صارمة في هذا الأمر حفاظاً على الأمن الوطني".