أشعلت اعتداءات باريس الأخيرة الجدل لدى الرأي العام الغربي، حول مسؤولية المسلمين عن الجرائم الإرهابية حول العالم، وانتشار الإسلاموفوبيا مجددا، بعد أحداث الثالث عشر من نوفمبر، معيدين للأذهان التضييق والاعتداءات التي استهدفت العرب عموما والمسلمين خصوصا بعد أحداث سبتمبر 2001، التي ضربت الولايات المتحدة.


عمل بشع


لعل الهجوم على مقر صحيفة شارلي إيبدو مطلع العام الحالي بدأ بالترويج لعودة الإسلاموفوبيا مجددا، حيث تعرضت العديد من المساجد للاعتداء من قبل متطرفين غربيين، فضلا عن تهديد بعض المسلمين. كما أن وسائل الإعلام الغربية ابتعدت خلال تغطيتها للاعتداءات الباريسية عن تسمية تنظيم داعش بالاسم المختصر (ISIS) بل اعتمدت تسمية تنظيم الدولة الإسلامية، كما ركز كثير من الوسائل الإعلامية على ذكر التكبيرات التي أطلقها الإرهابي قبل فتحه النار، وكتابتها بحروف كبيرة.

ونشرت صحيفة أتن الفرنسية خبرا تحت عنوان "هجوم باريس يشعل شرارة أحاديث الإسلاموفوبيا في الإنترنت"، وذكرت أن سلسلة الاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة باريس أول من أمس، تسببت في مقتل ما يزيد على 150 شخصا، وتعتبر من أكثر الأعمال الإرهابية بشاعة في تاريخ فرنسا الحديث، والتي طرحت أسئلة حول ارتباط تلك الاعتداءات بالإسلام.

 





هوية المعتدين

وأضافت الصحيفة، أنه على الرغم من عدم الإعلان عن هوية المعتدين الإرهابيين إلى الآن، ولكن مسؤولية الهجوم تشعل ساحات التواصل الاجتماعي، حيث تم إنشاء العديد من الهاشتاقات بعنوان "صلوا لفرنسا والمسلمين"، كما أنشئ هاشتاق آخر باسم "الإرهاب لا دين له".

وذكرت الصحيفة أن أكثر من مليار شخص حول العالم يدينون بالدين الإسلامي، وهم يشكلون 23% من التعداد الإجمالي للسكان، وفقا لمركز بيو، ويعتبر الدين الإسلامي الأكثر سرعة في النمو، حيث قدر المركز أنه في عام 2050 سيتخطى عدد المسلمين نظراءهم المسيحيين. وأوردت الصحيفة عدداً من أهم التغريدات، حيث قالت المغردة أنا: "أن تكون إرهابيا فهذا خيار، لون بشرتك ودينك ليس لهما رابط بصفتك إرهابيا، الإرهاب لا دين له، الإرهاب لا وجه له".

وتقول انتيرنالي لوست "الإرهاب لا دين له، وهو يتجاوز الأديان"، ويذهب ستوب ذيس وور بعيدا: "الإرهاب لا دين له، المتطرفون ذوو البشرة البيضاء، قتلوا أميركيين، أكثر مما فعله المتطرفون منذ 11 سبتمبر وحتى الآن".

أما فيا فيقول: الإرهاب لا دين له، ونحن في عام 2015، لا يمكن أن تعاملونا كجاهلين"، أما أشيان برويديجي فتقول: "الإرهاب لا دين له أو عرق، الإرهاب هو الإرهاب، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الأصل الذي يعود له الإرهابي".