قدر المملكة أن فيها من أيام الله على هذه الأرض ما ليس في غيرها، ومنها هذه الأيام المباركات، حيث يجتمع الملايين من البشر في بقعة واحدة، قادمين من كل دول العالم، بسحنات، وثقافات، وألسن مختلفة، ما يجعل الدنيا تركز أضواءها على هذه البلاد والأرض المقدسة، ملايين الكاميرات تصور كل صغيرة وكبيرة، سواء من الإعلام الرسمي أو الإعلام الفردي الذي ظهر مؤخرا بين أيدي الناس في هذه الهواتف الجوالة التي أصبحت ترصد وتصور وتبث بكل لغة من لغات الكون في اللحظة نفسها. قدر المملكة أن تتحمل هذه المسؤولية العظيمة، وأن توضع سنويا في هذا الاختبار الذي يظهر حقيقة العمل الجبار الذي يتم على مدار العام ليظهر الموسم بهذه الصورة التي تشرف كل مسلم، وكم عبّر المنصفون عن إعجابهم بها، وتقديرهم لها، أما المغرضون والحاقدون فلا عزاء لهم، دعوهم يفرغون ترهات حناجرهم وأقلامهم على ذواتهم، فأكثر من مليار ونصف المليار مسلم يشهدون لهذه البلاد بما قدمته للمدينتين المقدستين والمشاعر، وللمسلمين في أنحاء العالم، وأصبح المتلقي أكثر وعيا من أن تؤثر فيه بضعة أقلام وكاميرات مأجورة، ومن الإنصاف هنا أن نذكر بخير العمل الكبير الذي يقوم به الإعلام السعودي، خاصة المرئي والمسموع، من تغطية شاملة لهذا الحدث الكبير، وبالأخص وزارة الثقافة والإعلام، وهيئة الإذاعة والتلفزيون، ومن حقهم علينا أن نقول لهم شكرا، فحين يقام حدث بمستوى كأس العالم في ضيافة دولة من الدول يتم الاستعداد لمدة أربع سنوات على الأقل، ولا يخلو من شوائب، فما بالك بحدث يجتمع فيه أكثر من مليوني إنسان وكل عام؟