برزت الدول النامية مثل الصين والبرازيل، كلاعبين أساسيين في مسرح الاقتصاد العالمي، وذلك بفضل النمو المتصاعد الذي تشهده أسواقهما، ما جعل الاهتمام بهما يزيد يوما بعد يوم، ويرسخ لهما مكانة هامة بين اقتصادات العالم الكبرى.
هذا الاهتمام بالاقتصادات الناشئة يعكسه الزخم الإعلامي الذي صاحب أخبار قمة مجموعة العشرين التي تعقد اليوم في مدينة أنطاليا بتركيا، بحضور اقتصادات العالم الكبرى وبلدان الأسواق الناشئة وقادة الدول النامية والمسؤولين في المنظمات الاقتصادية الدولية لمناقشة خطة الاتجاه العالمي للتنمية الاقتصادية، حيث ذهبت العديد من الصحف العالمية في تقاريرها إلى الدور التي تقدمه الدول النامية وما استطاعت الوصول إليه من قرارات تخدم بها اقتصاداتها والاقتصاد العالمي.
منصة هامة
ووصفت صحيفة "بيبولز ديلي" الصينية قمة قادة دول مجموعة العشرين بأنها أصبحت "منصة هامة لإدارة الاقتصاد العالمي" منذ أول اجتماع لها قبل سبع سنوات.
حيث تلعب بلدان الأسواق الناشئة مثل الصين دوراً متزايد الأهمية. وتواصل الصين تقديم مجموعة متنوعة من السلع العامة للعالم، حيث لا تساعد البلدان النامية على حل المشاكل الحقيقية فحسب، بل توفر فرصاً للدول المتقدمة تساعدها على التخلص من أزماتها في ظل استمرار ضعف وتيرة الانتعاش الاقتصادي.
وأشار الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد والأستاذ بجامعة كولومبيا، جوزيف ستيغليتز، إلى أن إنشاء البنك الآسيوي للاستثمار لا يساعد فقط على كسر عنق الزجاجة داخل الاستثمار الآسيوي في البنية التحتية، بل قد يصبح منصة هامة لإدارة الاقتصاد العالمي.
انتعاش أوروبي
ويعتقد مدير المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية، روبين نيبلت، أن انتعاش اقتصاد الدول الأوروبية يعتمد على حيوية الصين وغيرها من بلدان الأسواق الناشئة، مضيفاً أنه يمكن أيضاً للبنية التحتية الآسيوية أن تصبح قوة خارجية هامة للانتعاش الاقتصادي في أوروبا.
وشاركت الدول الأوروبية مثل المملكة المتحدة في البنك الآسيوي للاستثمار بنشاط، ما يدل على اقتراب الدول المتقدمة من بلدان الأسواق الناشئة، وهو ما يعكس اتجاه موازين القوى العالمية نحو التوازن.
وذكر الخبير روبين، أن مبادرة "الحزام والطريق" تعد استكشافا مهما، حيث توجد أكثر من 60 دولة على طول "الحزام والطريق"، كما يُعد "الحزام والطريق" جسراً لارتباط الدائرة الاقتصادية الآسيوية بالدائرة الاقتصادية الأوروبية، ما يساعد على حفز الإمكانات الاقتصادية الهائلة والمتطلبات السوقية في المناطق النائية من القارة الآسيوية. ما سيعود بالمنفعة على المزيد من الدول.