الخطأ وارد. من لا يعمل لا يخطئ. وقيل: وحدهم الذين لا يعملون هم الذين لا يُخطئون..
تجاوز الأخطاء سهل.. وتلافيها أسهل، حالة واحدة فقط تستعصي على الإنسان.. حينما يبتلى بعدوٍ يتربص به الدوائر! عدو مبين.. لا يرقب فينا إلاًّ، ولا ذمة!
كل هذا لا يهم.. طالما أننا قادرون على تلافي الأخطاء حين حدوثها، وطالما أننا نعرف هذا العدو وندرك قدراته ومخططاته وأساليبه القذرة.. فالأمور يسيرة!
اللافت هو هؤلاء الذين يسيرون وهم يرفعون شعارات تبعث القلق، وتثير الخوف في نفوس الناس.. جلها تتمحور حول "هلك الناس"! ملايين الرسائل دون مبالغة.. وكثير من العبارات والنصائح انطلقت خلال يومين.. كلها تقول إن البلد يتعرض لحرب إعلامية طاحنة وتطالب الناس بالاصطفاف! ظننت نفسي نائما، لا أشعر بما يدور حولي! أين هي هذه الحرب الإعلامية.. أنا لم أعثر على شيء.. سوى "وسائل إعلام إيرانية" رديئة تحاربنا منذ سنوات..
سألت.. بحثت.. استعنت بمحركات البحث.. هل هناك شيء لا أعرفه.. لم أجد!
مثل هذه الرسائل التحذيرية ضررها أكثر من نفعها، وتثير القلق في نفوس الناس.. لطالما قلت في هذا المكان إنه مهما كانت نوايانا سليمة، مهما كانت غاياتنا محمودة، مهما كنا ننشد الخير لبلادنا؛ هذا كله لا يبرر لنا أن نجلب الهم على الناس.. "من قال هلك الناس فهو أهلكهم".
نعم -وأكرر دوما في كل مكان أذهب إليه- من حق الإنسان أن يقلق على بلده، من حقه أن يخاف على أوضاع بلاده.. الكل يخاف على مستقبل وطنه، على مستقبله ومستقبل أطفاله.. هذا أمر فطري. غير المقبول هو تصوير البلد على أنه في وضع خطير.. وأن الأمور غير مطمئنة!
هذه أراجيف.. نعم، هذه أباطيل، حتى وإن كانت النية طيبة فهي لا تكفي. من هنا ليت هؤلاء الذين يبثون هذه الرسائل التي تدعو للحيطة والحذر أن يتوقفوا.. الدنيا بخير، والعدو معروف، ومخططاته ليست جديدة علينا.. والدنيا بخير.
وإن كان لديكم نشاط وحماس زائدين فليتكم توجهون طاقاتكم للخارج.. الداخل متين ويردد دوما، ويغني: "يا وطنا يا وطنا عمت عين الحسود.. ما تهزك لا زوابع ولا غدر اعملا"..