كنت أنتظر من الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم تقدير قرار السعودية في عدم لعب المباراة في رام الله لاعتبارات تراها الحكومة السعودية، ضمن التصفيات المزدوجة لكاس العالم 2018 وبطولة أمم آسيا 2019، وبالتالي نقل المباراة إلى عمان أو أي عاصمة عربية أو حتى في المملكة.
أقدر رغبة الإخوة الفلسطينيين في اللعب على أرضهم وهذا حق مشروع، ولكن سبق أن لعبت الإمارات ودول أخرى عديدة، ولن تضيف إقامة مباراة بين السعودية وفلسطين شرعية جديدة للحكومة أو للاستقلال أو السيادة أو للصمود في وجه العدو الإسرائيلي.
المملكة دعمت فلسطين دائما وأبدا سرا وعلانية في السراء والضراء، وكان الأمير فيصل بن فهد -يرحمه الله- سببا رئيسا في الاعتراف بالاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في الفيفا، وقد أعلن ذلك السيد جواو هافيلانج في الرياض عام 1997 في مؤتمر صحفي.
ليس من اللائق أن تضطر السعودية للانسحاب من المباراة، وبالتالي تخسر ثلاث نقاط مهمة لكي نؤكد للعالم أن فلسطين أصبحت محررة ومستقلة ولها سيادة وشعب وأرض، فهذا أمر محسوم ومعروف ومؤكد من سنوات، والعلم الفلسطيني الآن يرفرف في الأمم المتحدة.
أيضا قد تتخذ لجنة الانضباط بالفيفا عقوبات إضافية في حال عدم اقتناعها بمبررات الانسحاب السعودي من المباراة بحسب لائحة مونديال 2018، وهذا أيضا لا أظنه يسر اللواء جبريل الرجوب ولا أظن الاتحاد الفلسطيني للكرة سيكون سعيدا بذلك، ولهذا فقرار نقل المباراة إلى عمان يحفظ للمملكة قرارها ولا يضر برغبة الفلسطينيين.