العمل الصحفي في الحج عمل شاق ومضن، فالصحفي يتحرك مثله مثل الحجيج ويعاني معاناتهم، وهناك من تكون معاناته أكبر وهو يتنقل بين الجموع على مدار اليوم والليلة، وربما الفرق أنه لا يلبس الإحرام ولا يؤدي الشعائر.

والصحفي السعودي يعدّ العمل في الحج عملا وطنيا بالدرجة الأولى، مثله مثل موظف الصحة أو رجل الأمن، ويستشعر دوره في هذا التجمع الإنساني الكبير، بحيث يكون مكملا للدور الأمني والخدمي، فيكون تركيزه على إبراز الإيجابيات والإشادة بها، ووضع يده على السلبيات حتى يتم تلافيها مستقبلا.

يعتقد الصحفيون أنهم جزء من هذه المنظومة الكبيرة التي تخدم ضيوف الرحمن في أكبر تجمع بشري سنوي يعرفه التاريخ الحديث، وفي بقعة صغيرة، لذلك يجدون التعاون الكامل من القطاعات المشاركة في الحج، ويحصلون على المعلومات بيسر، وتسهل لهم مهمة الالتقاء بالمسؤولين والوزراء.

ما يميز العمل الصحفي في الحج أنه عمل مكشوف للجميع، والمعلومات كلها حاضرة ولا مجال للتعتيم، والقطاعات تكشف عن الأرقام بشكل شفاف، ولعل حادثة تدافع منى هذا العام تؤكد دوما أن الحكومة السعودية ليس لديها ما تخفيه، وستُظهر عدد الوفيات وأسباب الحادثة، وهذا جزء من عملها كبلاد شرفها الله بخدمة الحجيج ورعايتهم.