السؤال الطويل العريض الذي جاء في ذهني من فترة ليست بالقصيرة هو التالي:
هل ستسحب الشيلات، البساط الجماهيري، من تحت أقدام الأغاني الموسيقية؟ وهل لمسألة الحلال والحرام، دور في قلب المعادلة الجماهيرية رأسا على عقب، وفي سنوات قليلة؟
الآن مثلا، وللتدليل على دخول الشيلات بنجومها على خط الأغنية دخولا قويا، يحظى كثير من منشدي الشيلات بمئات الآلاف من المتابعين، بينما تتفاجأ بمطربين كبار ومعروفين، لا يتابعهم نصف عدد من يتابعون سمير البشيري مثلا.
اللعبة الآن، تغيرت أدواتها، وأصبحت المواجهة واضحة بين المنشد والمغني، وبين وجود الموسيقا وغياب الموسيقا، وأدل دليل على ارتباك المشهد الغنائي أمام الشيلات والمنشدين، هو أن مطربين كبار دخلوا عالم الشيلات وسوقها، بعد أن أدركوا أن الجمهور يتجه إلى الساحة الجديدة، ساحة الإنشاد والشيلات.
دليل ثالث ورابع وعاشر: انزياح التصدر الرقمي للأغاني في منصة يوتيوب، لصالح الشيلات، إذ تجاوزت أرقام المشاهدات لبعض الشيلات، المليون والمليوني مُشاهدة، ومنصة يوتيوب، هي أداة قياس دقيقة، ولا تكذب.
ما نخشاه، أن تدفق الناس إلى سوق الشيلات، ليس حبا فيها، وإنما تجريما للموسيقا، حتى وإن كانت الشيلة ركيكة الكلمات واللحن والأداء، ولا فن فيها.
عفوا، يوجد موسيقا في المقال.