رغم قرار أمانة الرياض نقل حراج بن قاسم بشكل منظم من موقعه السابق بحي "منفوحة" إلى حي مجاور هو حي المصانع، إلا أن الصداع اليومي في موقع الحراج السابق ما زال مستمرا، حيث تعرض الخردوات على امتداد الطرقات وبجوار المحال والمنازل المجاورة في مشهد يومي يعج بالازدحام والفوضى، خاصة في إجازة نهاية الأسبوع.
وخلال جولة "الوطن" على الحراج في موقعه القديم الواقع على الدائري الجنوبي بحي منفوحة القديمة، رصدت الصحيفة عددا من اللوحات الإرشادية التي تثبتها أمانة الرياض لمنع البيع في الموقع القديم، طالبة من الباعة التوجه للموقع الجديد الأكثر تنظيما، إلا أن هذه اللوحات لم تجد أي استجابة، حيث تعرض البضائع بجوار تلك اللوحات دون اكتراث، مسببة ازدحاما كبيرا وإعاقة لحركة السير في المنطقة المزدحمة أصلا.
معاناة يومية
ويعاني سكان ومرتادو المنطقة وزوارها من الصداع اليومي من خلال الخردوات المتناثرة في كل مكان، مغلقة مداخل ومخارج الأحياء السكنية والمحال التجارية، ومسببة أصواتا مزعجة من السيارات ومنبهاتها، فضلا عما تسببه عوادمها من أضرار صحية للسكان، وهو ما دفع الجهات المعنية بهيئة تطوير الرياض وأمانة منطقة الرياض إلى نقل الحراج القديم إلى موقع جديد لا يبعد كثيرا عن الموقع السابق وبشكل منظم من خلال شركة متخصصة، للحد من المشكلات المتعددة التي كانت تواجه الحراج القديم.
وفي هذا السياق، طالب المواطن أحمد مجرشي من سكان حي منفوحة القديمة بإعادة النظر في موقع الحراج القديم، قائلا إنهم كسكان يعانون كثيرا أثناء المرور مع الدائري الجنوبي المحاذي لحيهم، وتزداد المعاناة أثناء الدخول أو الخروج من الحي أو ارتياد مرافقه الخدمية حيث تكتظ الطرقات والشوارع الفرعية والساحات المحيطة بالحراج بالكثير من المركبات والخردوات المتناثرة على امتداد الشوارع، والتي تسبب اختناقات مرورية كبيرة. وأشار إلى أن هناك جهودا تبذل من المرور وبعض الجهات التنظيمية، لكنها غير مجدية في ظل عدم التزام الباعة والزبائن بالتعليمات.
قرار مجحف
في حين يرى بعض الباعة الذين التقت بهم "الوطن"، ومنهم عبدالله الدوسري أن قرار نقل الحراج كان مجحفا للكثير من الباعة الذين غالبيتهم من ذوي الدخل المحدود وبعضهم فقراء يبحثون عن قوت أطفالهم في الحراج القديم، الذي لا يحتاج إلى إيجار محال أو "بسطات"، كما يحدث في الموقع الجديد الذي تم نقل الحراج إليه، وبالتالي لم يلتزموا بقرار النقل، عطفا على موقع الحراج الجديد الذي يجهله الكثير من الزبائن ولا يصلون إليه، فيما تعارف الناس على موقع الحراج القديم ويرتادونه باستمرار خاصة يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، متمنيا من الجهات المعنية عدم قطع أرزاق الناس، والسماح لهم بمزاولة مهنتهم في الموقع القديم.