حينما كان الأمر يتعلق بالهواية أو الحاجة، لم أتطرق لهذا الموضوع.. للناس فيما يعشقون مذاهب..
لكن حينما يتحول الأمر إلى عبث وتدمير واستعراض؛ فلست وحدي من يفترض فيه الوقوف ضد هذا الفعل السيئ.. أتحدث عن الصيد الجائر للطيور المهاجرة -التي تعبر بلادنا بالملايين بحثا عن الحياة- والسلوكيات المرفوضة التي باتت ترافق هذه الهوايات!
الأمر تجاوز المنطق.. تجاوز المعقول والمقبول، إلى أشياء غير مفهومة.. مجموعة من البشر تجوب المزارع والقرى وأطراف المدن بحثا عن أي شيء يلوح في السماء لاصطياده بالشباك أو بإطلاق النار عليه بواسطة بنادق الرش.. حتى لو كان "بالونا" فلت من يد طفل..!
هل يمكن لكم أن تتخيلوا ما تفتقت عنه أذهان هؤلاء البشر.. هل يمكن لكم معرفة الحيل والمكر الذي باتوا يقومون به لأجل الاستعراض والتفوق على غيرهم.. فإن تفوق عليهم غيرهم أكلوا أنفسهم.. أكلوا أظافرهم من "الغبن"!
تخيلوا: بعضهم أصبح يغرس أشجارا بلاستيكية متنقلة وسط الصحراء حتى تلجأ إليها الطيور المهاجرة.. فيقومون باقتناصها..!
صدق أو لا تصدق: بعضهم يضع "أشرعة بلاستيكية عاكسة" حتى تتوهم الطيور أنها "بِرك ماء" فتأوي إليها لتشرب؛ فيصطادونها..!
بل إن الحيل الشيطانية كما سمعت من الصديق العزيز "فارس الروضان" -والذي يشاركني الضجر من هذه الممارسات- وصلت إلى ابتكار آلات تُصدر أصواتا للتزاوج بين الطيور! فتسمعها الطيور المهاجرة فتهبط نحو الأرض بدافع الغريزة، ولولا يقيني أن هذا المقال يقرؤه جميع أفراد الأسرة في بلادنا، لاسترسلت في الوصف.. أي أنهم يستخدمون حيلا لا تخطر على بالك!
نحن بحاجة لوقفة حازمة.. هؤلاء لا يردعهم سوى أمرين.. إما القانون.. يد القانون التي تأخذ على يد المتهور الذي نقل هذه الهواية الممتعة إلى سلوكيات سيئة مرفوضة.. فإن عجزنا عن ملاحقتهم فليس أقل من صدور فتوى توقف هذا العبث بمخلوقات الله.. أحل الله عز وجل لنا الصيد، لكن لم يحل لنا العبث بالحياة الفطرية وتدميرها!
لقد حرمنا هؤلاء المهووسون من جمال الطيور وأصواتها العذبة التي تتجاوز لذة أكلها!
أصبحنا لا نسمع أصوات الطيور ولا نستمتع بها إلا حينما نسافر خارج بلادنا!