تفاعلت قضية تسجيل "القط العسيري" في منظمة "اليونسكو" ضمن التراث العالمي، والتي نشرت "الوطن" تفاصيلها أول من أمس تحت عنوان "جدل الحقوق والتوثيق يهددان القط العسيري في الأمم المتحدة". وبدأت بإعلان شركة خاصة "مسجلة في بريطانيا" نيتها عرض جدارية تمثل النقش التقليدي العسيري المعروف بـ"القط" في الأمم المتحدة في 23 نوفمبر الجاري، حيث اتهمت الأكاديمية والباحثة في مجال التراث الدكتورة هيفاء الحبابي القائمين على العمل بـ"استغلال" هذا الفن تجاريا، ما سيمنع تسجيله مستقبلا ضمن التراث العالمي غير المادي حسب أنظمة "اليونسكو".

وفي تعليقه على ما ذكرته الحبابي من أنها تعمل حاليا مع وزارة الثقافة والإعلام على تكوين ملف لتسجيل "القط" في منظمة "اليونسكو"، نفى مندوب المملكة الدائم لدى المنظمة الدولية المعنية بالثقافة والفنون والتعليم زياد الدريس علمه بوجود أي ملف يخص "القط" حاليا لا داخل المملكة ولا خارجها، وقال في حديث لـ"الوطن": بالنسبة للقط العسيري فلا علم لي بأي ملف حوله، ولم يصلنا في "اليونسكو" أي شيء تجاه دراسة تسجيله، وما أعرفه أن وزارة الثقافة والإعلام تعمل على ملف توثيق فن "المزمار" بعد "العرضة"، والملف الذي بعده ربما يكون فن "الدحة"، ولم يمر علي أبدا أن "القط العسيري" تحت الدراسة أو النظر.

وحول "جدارية القط" التي من المنتظر عرضها في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، قال الدريس: لم يصلني أي شيء حول الأمر، ولم أعرف عنه إلا عن طريق الأخبار الصحفية، لأن مثل هذه المعارض لا يتم التنسيق بشأنها مع "اليونسكو" بل التنسيق الكامل يكون مع مندوبية المملكة في الأمم المتحدة فقط.




ما القط ؟

القط: عبارة عن رسومات ذات أشكال هندسية تقوم بها نساء متخصصات في هذا المجال.

تقوم الفكرة على العناصر الموجودة في بيئة المرأة قديما وحاليا قد تستخدم الدهانات العصرية.

الأسود من الألوان الرئيسة ويستخرج من الفحم ثم يضاف عليه الصمغ.

اللون الأحمر يُجمع من أحجار حمراء اللون يضاف عليها "المر" أو الأرز المحمص ويطحن.

الألوان الأصفر والأزرق والأخضر تُجلب من خارج منطقة عسير، وتضاف لها مادة الصمغ.

القضاض أحد المواد الرئيسة وهو يشبه الأسمنت ويستخرج من الجبال وينقى ويطحن ثم يخمر في أدوات فخارية، ثم يصفى الماء و تطحن الرواسب المتبقية، وتحمى في درجة حرارة معينة حتى تزداد تماسكا.




آلية التسجيل

وعن الطرق النظامية لتسجيل التراث الثقافي غير المادي في "اليونسكو"، قال الدريس: إن هناك آلية موحدة عن طريق الجهات الرسمية في كل بلد، والجهة المعنية بهذا الأمر في المملكة هي وزارة الثقافة والإعلام، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني المعنية بهذا الأمر، فمثلا ملف العرضة السعودية الآن مقدم لـ "اليونسكو" وسيقدم لاجتماع المنظمة في "ناميبيا" في شهر ديسمبر المقبل - بإذن الله - وهو أول عنصر سعودي يقدم في هذا الإطار، وإذا تم قبوله سيكون الأول سعوديا الذي يسجل في قائمة التراث العالمي غير المادي، وقد تم العمل عليه من قبل وزارة الثقافة والإعلام بالتعاون مع الجمعية السعودية للتراث.





 


التراث المادي

وعن التراث المادي "الآثار" قال الدريس: تم الانتهاء من تسجيل أربعة مواقع هي مدائن صالح والدرعية القديمة وجدة التاريخية وأخيرا تم تسجيل النقوش الصخرية في حائل، والآن تعمل هيئة السياحة والتراث الوطني على إعداد ملفات مواقع جديدة حيث قمنا في الصيف الماضي بتسليم منظمة اليونسكو قائمة لعشرة مواقع سيتم العمل عليها خلال الأشهر المقبلة، سنبدأ بواحة الأحساء ثم قرية رجال ألمع ثم المواقع الأخرى وهي: دومة الجندل، قرية الفاو، قرية ذي عين بالباحة، درب زبيدة، الرسوم الصخرية في نجران، طريق الحج المصري، طريق الحج الشامي، سكة حديد الحجاز.