افتتح سلطان بروناي السلطان الحاج حسن بلقيه، أمس بحضور الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء في المملكة الدكتور عبدالله التركي، ندوة "الوسطية في الإسلام.. الإمام الشافعي أنموذجا"، التي تنظمها رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية بسلطة بروناي دار السلام، في المركز الدولي للمؤتمرات في سلطنة بروناي.

وألقى سلطان بروناي كلمة أكد فيها أن هذه الندوة تأتي من منطلق المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتق العلماء والباحثين الساعين لتقديم النصح والإرشاد ونشر العلم والمعرفة بين أبناء الوطن خاصة وأبناء العالم الإسلامي عامة، مؤملا أن يقوم العلماء والباحثون المشاركون في هذا المجلس العلمي بدورهم المرجو باعتبارهم علماء ودعاة.

بعدها ألقى مفتي بروناي دار السلام الشيخ حاج عبدالعزيز جنين محاضرة عن الوسطية في الإسلام.

عقب ذلك بدأت الجلسة الافتتاحية للندوة حيث ألقى الأمين العام الدكتور عبدالله التركي كلمة قال فيها: إن الإسلام يتضمن في مبادئه وقيمه منهج الوسطية والاعتدال، ويتسع لمختلف الألسن والشعوب والثقافات، وينشر دعوته بالحكمة والموعظة الحسنة والحجة البالغة، وأمتنا المسلمة أمة واحدة، لا تؤثر على وحدتها فواصل البحار، ولا تباعد الأقطار، ولا تباين الأعراق واللغات والعادات.

وأكد أن مهمة الشهادة على الناس تتطلب استيفاء الأمة الإسلامية لشروطها الأساسية، وعلى رأسها العلم بالدين، وتطبيقه في الواقع، وتقديمه للآخرين في صورته الناصعة المشرقة، التي تُبرز اعتداله وتوازنه ويسر شرائعه، فالإيمان به يقتضي تعريف الناس به ودعوتهم إليه وتوضيح مضامينه وتصحيح الصورة المغلوطة عنه.

وشدد على أن الإسلام بتعاليمه وشرائعه السمحة بعيد عن الغلو والجفاء وعن الإفراط والتفريط، يدعو إلى الاعتدال والتوازن بين مطالب الدنيا والأخذ منها، ومطالب الآخرة والعمل لها، ويوازن بين متطلبات الفرد ومصالح الجماعة.

بعدها قدم كل من الدكتور الشيخ الحاج سهيلي بن الحاج محيي الدين بحثا بعنوان "المذاهب الفقهية وتوطين دعائم الوسطية"، فيما ألقى الدكتور عمر النجار علي بحثا بعنوان "الوسطية الفكرية وأهميتها في العصر الحاضر".