لم تكد تمر بضعة أيام على زيارات المخلوع علي عبدالله صالح، ورئيس ما يسمى بـ"اللجنة الثورية العليا" التابعة لجماعة الحوثيين الانقلابين محمد علي الحوثي للسفارة الروسية في صنعاء، حتى خرج مئات اليمنيين في العاصمة الروسية موسكو، في مظاهرات صاخبة طافت أنحاء المدينة، وتوقف المتظاهرون بعض الوقت أمام مبنى الكرملين للمطالبة بتقديم المسؤولين عن انقلاب صالح والحوثي إلى محكمة الجنايات الدولية، ليدفعوا ثمن ما ارتكبوه من جرائم بحق الشعب اليمني.
ودعا المتظاهرون السلطات الروسية لمعاقبة الانقلابيين وتفنيد الدعاوى التي ما فتئوا يرددونها عن دعم موسكو لهم، رغم إعلان الأخيرة انضمامها للجهود الدولية الرامية لمعاقبة الانقلابيين، وإعلان التزامها التام بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، المناهض للانقلاب.
كشف جرائم التمرد
وحمل المتظاهرون لافتات تؤكد وقوفهم مع الشرعية الدستورية، متمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي وتأييدهم لعاصفة الحزم، والعمليات العسكرية التي تشنها دول التحالف العربي بقيادة المملكة، مؤكدين أن آلة القتل والدمار التي يديرها المتمردون هي المسؤولة عن الوضع الذي وصلت إليه اليمن في الوقت الحالي.
وأقام المتظاهرون معرضا متحركا للصور، حوى العديد من الصور الفوتوجرافية التي تظهر عدد الضحايا، واستهداف المتمردين للأحياء السكنية بالقذائف العشوائية التي حصدت آلاف المدنيين، غالبيتهم من النساء والأطفال. كما ضم المعرض صورا لوثائق ومستندات تؤكد تورط إيران في كل ما يجري باليمن من أحداث.
تفنيد المزاعم
وقال أحد أعضاء اللجنة المنظمة للمظاهرة، ويدعى ناصر السعيدي في تصريحات إلى "الوطن" إنهم استوفوا كل الإجراءات المطلوبة نظاميا لانطلاق التظاهرة، حتى لا يكون هناك خرق للأنظمة والقوانين الروسية، وأضاف "السبب من تنظيم هذه الفعالية هو عكس ما يجري من أحداث ووقائع أمام الرأي العام الروسي، ولفت انتباه الحكومة الروسية إلى الجرائم التي يرتكبها طرفا الانقلاب المشؤوم، وتفنيد الدعاوى التي ظلوا يرددونها عن وقوف موسكو إلى جانبهم، فها نحن نتظاهر وسط العاصمة الروسية، ونجد تجاوبا وتفاعلا كبيرين من الشعب الروسي".
تواصل الفعالية
ومضى السعيدي بالقول "روسيا دولة كبرى يهمها استقرار الأوضاع الأمنية في العالم، وترتبط بعلاقات قوية مع دول الشرق الأوسط عموما ودول الخليج على وجه الخصوص، لذلك ليس هناك ما يدفعها إلى الوقوف مع عصابة اغتصبت السلطة ونهبت الشرعية واعتدت على المدنيين العزل، وارتكبت العديد من الجرائم التي تقع تحت طائلة الجرائم الموجهة ضد الإنسانية".
وأكد السعيدي أن مئات الناشطين اليمنيين عقدوا العزم على التظاهر مرات أخرى، واستمرار معرض الصور المتنقل، حتى يعكسوا للشعب الروسي حقيقة ما يجري في بلادهم.