لطالما تساءلت عن سر إخفاق بعض المؤسسات الخدمية شبه الحكومية، رغم الرعاية التي تتوافر لها. خذ مثلا "الخطوط السعودية" التي تحظى بدعم حكومي كبير، مع هذا أخفقت في نيل رضا عملائها، بدءا من النفس "الشينة" لبعض موظفيها الواقفين خلف الكاونترات، مرورا بتأخر الرحلات، وليس انتهاء بأزمة الحجوزات ومشاكل الشحن.

وحدها "اللقافة" قادتني للوصول إلى جزء من تركيبة خلطة الفشل، إذ فوجئت بتحول الخطوط السعودية إلى "شريطي عقار"، وذلك عندما أسست قبل 7 سنوات شركة للاستثمار في القطاع العقاري، تحت اسم "شركة الخطوط السعودية لتنمية وتطوير العقار"، تهدف إلى إدارة وصيانة العقارات، وشراء الأراضي بقصد تطويرها، والبناء عليها واستثمارها سواء بالبيع أو التأجير!

جميل أن تتوسع مؤسسة الخطوط السعودية في أعمالها لتحقيق الاكتفاء في خدماتها المساندة، لكن لا أظن الأمر كما أريد له، إذ يبدو أن "الخطوط العقارية" لم تكن في مستوى النجاح المنشود، بدليل أن كثيرا من مكاتب ناقلنا الوطني العزيز لا تزال بالإيجار.. شخصيا لم أسمع بعقاري ناجح يسكن بالإيجار!

أكثر ما أعدت قراءته في موضوع تأسيس شركة العقار هو حجم رأسمالها البالغ 500 ألف ريال، ولا أعلم ماذا ستفعل بمبلغ كهذا، هل يكفي لإدارة العقارات وتطويرها وصيانتها، أم لشراء الأراضي والبناء عليها، فضلا عن الأنشطة الأخرى كإقامة وإدارة وتشغيل وصيانة المراكز التجارية والسكنية والفنادق واستراحات الطرق. كل هذا ستقوم به شركة رأسمالها نصف مليون ريال فقط؟!

لا أفهم مغزى إنشاء شركة بمبلغ متواضع كهذا، إلا إن كان تأسيسها شكليا لإعطاء انطباع أن لدى المؤسسة الأم شركات وأذرعة استثمارية تابعة!

وبما أن الخطوط السعودية لم توفق بنشاطها في الأجواء ولا الأراضي، فأقترح التفكير بإنشاء شركة باسم "الخطوط السعودية لما وراء البحار"، من يدري لعل رزقها في البحر. فإن نجحوا هذه المرة فهذا أمر جيد، وإن فشلوا فـ"متعوّدة دايما"!