قرأت خبرا غريبا في إحدى الصحف المحلية، مفاده أن نسبة نجاح غرفة القيادة والتحكم في صحة الأحساء 100%، كما ورد في عنوان الخبر.

الغريب ليس صياغة الخبر ولا العنوان المميز، ولكن المستغرب كيف نصدقها وهي كبيرة.

دعونا نجّمل الخبر بعبارة صحيحة، والكل لن يبلعها كما هي، ولكن لنفرض أن الخبر صحيح، وأن القيادة والتحكم في صحة الأحساء مئة بالمئة، وأكيد أن غرفة التحكم هذه في ذلك اليوم وفي كل يوم ما فاتتها لا شاردة ولا واردة، وأن كل المرضى في الأحساء "الواحة الخضراء" كانوا مبسوطين على الآخر من الصحة ومما عملته في غرفة التحكم، إذ إن المرضى لم يشتكوا من شيء، وأن التأخير لم يكن موجودا، وأن الحالات كلها بخير، والأطباء لم يتأخروا عن الحالات، وأيضا طاقم التمريض كل واحد منهم مهتم بصحة من يقوم بتمريضه، ولا ننسى أن غرفة التحكم أيضا سيطرت على النظافة في جميع مستشفيات الأحساء، وأكملتها بسيطرتها على الإسعافات والطرق المؤدية إلى المستشفيات والمراكز الصحية. فضلا عن مراقبة الكلاب الضالة التي تغزو مستشفى العيون في مشهد مقزز.

ولا ننسى مراقبة وتحكم الغرفة في حالات كورونا المتزايدة، واهتمام غرفة القيادة كثيرا بتوظيف كادر طبي مميز، يخدم المنطقة ويزيل عقبات الألم من المواطنين، بوضع مقابلات الأطباء عبر برنامج سكايبي، وذلك لاستقطاب الكوادر الطبية لسد عجز المستشفيات، ولا ننسى أيضا مشاركات الصحة في المؤتمرات والندوات والفعاليات، واهتمام غرفة التحكم أيضا بإغلاق المحال المخالفة في المنطقة، وتميزها أيضا في التخبط في القرارات والتطبيق العشوائي، مع البعد عن المصلحة العامة، وما زالت غرفة التحكم والقيادة بنسبة نجاح 100%، مع كل ما ذكر سابقا عن الصحة في الأحساء.

هنا، لا بد لنا أن نشكر كل من عمل بجد من أجل مصلحة الوطن والمواطن، ولكن علينا بالصدق في الإحصاءات والبيانات، لا توجد على سطح الأرض نسبة نجاح 100% في التحكم أو القيادة، إذ لا بد من نسبة ولو بسيطة في الخطأ، ونحن متفقون بنسبة لا تصل إلى 100% على أن الذي لا يخطئ لا يتعلم أبدا.