كشفت مصادر في المقاومة الشعبية اليمنية أن قيادة الجيش الموالي للشرعية وضعت خطة لتحرير تعز، تعتمد على مهاجمة كافة المواقع التي يوجد فيها الانقلابيون في وقت واحد، إضافة إلى التمهيد للمعركة الفاصلة بتخفيف الضغط عن المدينة قبل تحريرها.

ووفقا للمصادر فقد قامت قوات التحالف خلال الفترة الماضية بإسقاط كميات كبيرة من الأسلحة النوعية على مناطق سيطرة المقاومة الشعبية في تعز، كما دفعت بدبابات وعربات مدرعة وأعداد كبيرة من المقاتلين إلى حدود المحافظة التي تعاني من الحصار.

وأشارت المصادر إلى احتشاد قوات من الجيش الوطني في منطقة المخا، كما تحتشد قوات مماثلة في حدود محافظة لحج، في انتظار ساعة الصفر والتقدم إلى المناطق التي مازالت تسيطر عليها ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع، علي عبدالله صالح، التي بات جزء مهم منها محاصرا داخل المدينة.


ترتيب الأولويات

وأكد مراقبون أن تصاعد الاستعدادات لتحرير تعز وتزايد الزخم العسكري يوضح تغيرا كبيرا في ترتيب أوراق العمليات العسكرية، وأن التحالف يركز على تحرير المدينة بصفتها أولوية عسكرية، بعد أن كانت مؤشرات تؤكد منح الأولوية لتحرير العاصمة صنعاء. إلا أن قيادة أركان التحالف العربي عدلت من أولوياتها وأدركت أن معركة تعز ينبغي أن تسبق تحرير صنعاء، الأمر الذي يفسر الدعم العسكري المتتالي للقوات اليمنية.وأشارت مصادر داخل المقاومة إلى أن الثوار تلقوا خلال الفترة الماضية أسلحة نوعية، من شأنها تسريع استعادة تعز من فلول الانقلابيين، وأوضحت أن هذه الأسلحة ليست حصرا على صواريخ تاو، التي مكنت الثوار من تدمير أعداد كبيرة من دبابات الميليشيات، بل إن المقاومة تلقت خلال الأيام الماضية صواريخ حرارية.


ضمان سلامة المدنيين

يرى المحلل علي التميمي أن التعزيزات الجديدة سوف تحدث فارقا جوهريا في موازين القوى لصالح المقاومة، ما يعني أن تحرير تعز أصبح قاب قوسين أو أدنى. فهي أسلحة نوعية، لم تتوفر من قبل للانقلابيين، وليست لهم وسائل لصدها أو التعامل معها. وقال مع أن البعض يرى أن معركة تحرير تعز قد تأخرت كثيرا، إلا أن التحالف أثبت أنه لم يهمل أمر المدينة، وأن الاستعدادات التي ظل يتخذها خلال الفترة الماضية تهدف جميعها إلى ضمان سلامة المدنيين، من أي أعمال انتقامية قد تفكر الميليشيات في القيام بها مع انطلاق العمليات العسكرية. لذلك تم اتخاذ خطوات عملية حتى تكون عملية التحرير خاطفة ولا تستغرق وقتا طويلاً، كما اهتم مقاتلو المقاومة بنزع الألغام التي زرعها الانقلابيون في كثير من مناطق المحافظة، وكذلك تم تأمين التلال المطلة على المدينة من كافة الجهات، حتى لا يتخذها الحوثيون أوكارا يمارسون منها هوايتهم في القصف العشوائي على أحياء المدنيين. وإجمالا فقد سدت القوات الموالية للشرعية كافة الثغرات التي يمكن أن تستفيد منها العناصر الإجرامية، وباتت المدينة مؤهلة في الوقت الحالي لانطلاق عملية التحرير بشكل رسمي.