حزمة وعود أطلقتها أمانة جدة بتحويل موقع "بحيرة الصرف الصحي" في وادي العسلاء إلى أربعة مشاريع تكون كورنيشا لشرق جدة يوازي كورنيش المدينة الغربي على البحر، ورغم مضي ستة أعوام على إعلان الأمانة إطلاق مشروعها "الحلم"، إلا أن ما أبصر النور من تلك المشاريع كان "الغابة الشرقية" وهو المشروع الذي عزت الأمانة تبخره إلى الإجهاد الحراري وأزمة المياه، وأكدت أنها بصدد إجراءات عملية وتطبيقية وعلمية لتقليل الضرر ما أمكن.


4 مشاريع تطويرية


الإعلان عن انطلاق حزمة من المشاريع التنموية والترفيهية شرق جدة لما عرف بـ"تطوير وادي العسلاء" جاء قبل ستة أعوام وهو عبارة عن وادي تحيط به الجبال من جانبيه الشرقي والغربي، ويبعد عن مدينة جدة 28 كيلومترا، ويشمل تطوير ذلك الوادي أربعة مشاريع أعلنت عنها الأمانة في ذلك الوقت، تتمثل في: الغابة الشرقية 1 و 2 ومتنزه سفاري بارك والمتنزه الوطني وقرية المزارعين بمساحة إجمالية تبلغ نحو 130 مليون متر مربع، تم رفعها مساحيا وطبوجرافيا من قبل واحدة من الجهات السعودية وطرح المشروع على القطاع الخاص للمنافسة والتطوير والاستثمار، مشاركة مع شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني التابعة لأمانة جدة في محاولة منها لتحويل هذا الوادي إلى كورنيش شرقي لمدينة جدة، والعمل على إحداث تناغم مع الكورنيش الغربي وإيجاد متنفس ومكان للترفيه والرياضة والسياحة لسكان جدة بعد حل مشكلة بحيرة الصرف الصحي وتبعاتها السلبية والوعد بتحويلها من مصدر للتلوث إلى مصدر للترويح وإلى بحيرة للمياه النقية وزيادة المسطحات الخضراء في المنطقة.

 





الغابة الشرقية


مشروع الغابة الشرقية الوحيد الذي أبصر النور ضمن هذه المشاريع وبلغت كلفة المرحلة الأولى نحو 30 مليون ريال على مساحة 2,5 مليون متر مربع، ويزرع فيها نحو 160 ألف نبتة من ستة أنواع وتزود باحتياجاتها من الماء من محطة المعالجة القريبة منها في حين تشمل المرحلة الثانية توسعة الغابة، بإضافة ثمانية ملايين متر مربع، وزراعة 360 ألف نبتة لتكون المساحة الإجمالية 10 ملايين متر مربع. "الوطن" وقفت في جولة ميدانية على مشروع الغابة الشرقية ورصدت تهالك أجزاء كبيرة منها وتيبس عدد من الأشجار ووجود كميات من أكياس البلاستيك تعتلي رؤوس الأشجار وتملأ أرضيات الغابة جراء قرب الغابة من المردم الجديد.

كما لاحظت "الوطن" التوقف عن إكمال أجزاء داخل أسوار الغابة وتعطل شبكات الري وتهالك الجلسات الخرسانية التي لا تتعدى الجلسات الست، إضافة إلى افتقادها إلى المقومات السياحية، من عدم وجود مواقع بيع مشروبات أو مأكولات للزوار، ولا مكان مناسب للجلوس بين الأشجار الكثيفة والتي كان إنشاؤها من أجل سحب مياه بحيرة.

 


عقود صيانة وتشغيل


المتحدث الرسمي لأمانة جدة محمد البقمي قال إن المخطط العام للمشروع تم اعتماده وجرى ترك مساحات خضراء مفتوحة تبلغ ما نسبته 52% من المساحة الكلية للضاحية كمناطق خضراء سيتم تطويرها ضمن خطة تطوير مشروع ضاحية مروج جدة.

وفيما يخص الغابة الشرقية، أوضح البقمي أن المشروع يحظى بعقد صيانة وتشغيل وإدارة وحراسة موقع المشروع من إحدى الشركات الوطنية المتخصصة، ويتم عمل الصيانة الدورية للأعمال المدنية والمجدولة من خلال برنامج زمني لصيانة وتشغيل "المولدات الكهربائية، مضخات، شبكات الري ومفرداتها، المباني، أعمدة الإنارة، الشوارع والمرافق العامة، على مدار الساعة بالموقع، كما تم تحديث وحدات الإضاءة الليلية لأعمدة الإنارة، وأصبحت ذات كفاءة مرتفعة، وكذلك إضافة مساحات خضراء بمداخل المشروع وأعمال تجميلية مختلفة.

 


رؤية جديدة


شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني أكدت أن الموقع المذكور يقع ضمن برنامج تطوير وادي العسلاء الذي يقع في الجهة الشرقية من محافظة جدة على مساحة تقدر بـ130 مليون متر مربع. ويحتوي المشروع على مزيج من العناصر التي تطرح رؤية جديدة للمنطقة، منها أماكن للترفيه وحدائق ومناطق مفتوحة ومحميات طبيعية ومرافق تعليمية وصحية ومراكز تجارية ومجموعة متميزة من الخيارات السكنية، ومنتجعات بمقاييس عالمية، وأنه يجري التنسيق لعمل الترتيبات اللازمة مع المطور الذي سيقوم بإنشاء البنية التحتية لكامل موقع وادي العسلاء أو ما يعرف بـ"ضاحية مروج جدة" ومنها الموقعان المذكوران.

جفاف جزئي


وأضاف البقمي أن الغابة تتطلب أعمالا متخصصة في الصيانة الدورية للأشجار، حيث يتم التقليم للأشجار لتحسين الاستفادة من الضوء في نمو النباتات وأعمال الاستبدال للأشجار والنباتات الجافة، وذلك بصورة شهرية ترسل من المقاول المختص إلى شركة جدة.

وأكد البقمي كذلك أنه حدث أخيرا وخلال فترة الصيف من العام المنصرم الذي تعرضت فيه مدينة جدة لدرجات حرارة أعلى من المعدل الطبيعي نقص وشح شديد في توفير مياه الري من خلال محطة المعالجة وهي خارج صلاحيات مقاول المشروع أو شركة جدة وتم التعامل معها بجدية من أمانة محافظة جدة لتصحيح الوضع من شركة المياه الوطنية. وأشار إلى أن هذا النقص الشديد في توفير مياه الري أدى إلى آثار سلبية بالغابة تتدرج من إجهادات حرارية ومائية شديدة بالموقع إلى جفاف جزئي ببعض الأشجار وموت لعدد منها ولدى شركة جدة إحصاءات ومعلومات دورية من خلال مقاول المشروع، كما أن شركة جدة ومقاول المشروع يبذلان كل ما في وسعهما لتقليل أضرار نقص المياه بما أمكن من إجراءات عملية وتطبيقية وعلمية.