أعداد العاطلين والعاطلات لا تخفى على أحد.. وأرقام البطالة لا يجهلها أحد، ولم تنفك الصحف تحوم حولها، ولم يفتر الكتاب من مناقشتها والبحث عن حلولٍ لها.. وبحت الأصوات التي تنادي بـ "السعودة"، ومطالبة الشركات الوطنية بالاستفادة من شباب وشابات الوطن ولو بنسبة 10% من مجموع الموظفين، ولا نزال نرى التحايل على السعودة، ولا نزال نسخر من تلك الشروط التي ترفقها بعض شركاتنا مع إعلانات التوظيف..!
اليوم لم تعد البطالة تفرق بين شهادات العاطلين ولا تخصصاتهم .. ولا جنسهم، فأصبح الشباب يبحثون عن أي وظيفة ولو كان راتبها لا يتجاوز الألفين ريال فقط.. وأصبحنا ننادي بأن تعمل بناتنا "كاشيرات".. ولست ضد ذلك إلا أني أرى أن لدينا الكثير من الأعمال التي يمكن أن تعمل فيها بناتنا حسب شهاداتهن وتخصصاتهن، فمن غير المنطقي أن تعمل جامعية بتخصص تربوي "كاشيرة"!
على سبيل المثال كثير من البنوك لم تفتح أقساماً نسائية في كثير من المدن، وكذلك شركات الاتصالات، وإذا تجاوزنا القطاع الخاص إلى الحكومي سنجد أن مكاتب الأحوال المدنية تحتاج إلى أقسام نسائية ومع ذلك لا يزال كثير من مكاتب الأحوال في كثير من المدن بلا أقسام نسائية، والعديد من الإدارات الحكومية التي من الممكن أن تراجعها المرأة لا يوجد فيها أقسام نسائية، ويضطر كثير من النساء إلى توكيل أقاربهن لإنهاء تلك المعاملات، ولزيادة النكد.. احسبوا عدد السعوديات في الجامعات السعودية ..!
وقريباً من كل ذلك.. لماذا حتى هذه اللحظة ديوان الخدمة المدنية لا يفتح التقديم على الوظائف إلا في أوقات محددة؟ (لاحظوا أني قلت التقديم ولم أقل التوظيف).. ولماذا المتقدمات على الوظائف النسائية يقدمن طلباً كل عام؟ ألا يمكن أن يستقبل الديوان طلبات المتقدمين على مدار العام ويوظف على حاجة الوزارات؟