في مشهد مؤثر يعكس التلاحم الوطني بين أبناء الوطن في السراء والضراء، قدّم وفد من أبناء منطقة عسير واجب العزاء والمواساة لأشقائهم في شهداء منطقة نجران الذين ذهبوا ضحية التفجير الإرهابي في مسجد المشهد، كتعبير صادق وعفوي يعكس تلاحم وترابط أبناء الوطن الذي وحّده المغفور له الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه.

في الأمس القريب، غرس الإرهاب خنجره في المنطقة الشرقية، ثم في منطقة عسير، واليوم في نجران، وغدا لا نستبعد أن يكون في موقع آخر.

لكن مهما وصل ومهما تطاول، فلن ينال من وحدتنا وولائنا وتكاتفنا مع حكومتنا الرشيدة، ولن ينجح في تشتيت شملنا بعد أن توحدنا، وسيفشل في تفريقنا بعد أن تجمعنا تحت راية بلادنا، ونحن لا نقبل التفرقة، ولن يبلغوا هدفهم في شق الصف.

لقد آلمني عدم المشاركة مع الوفد، وعودتي من منتصف الطريق لظرف طارئ، ولم أحصل على شرف لقاء أهلنا في نجران، أهل الكرم والشهامة والحمية والولاء لمليكنا ووطننا.

فلقد وجدناهم حضورا معنا في المستشفيات للتبرع بالدم حال وقوع التفجير الذي استهدف جامع قوات الطوارئ الخاصة في منطقة عسير.

أقول ذلك، من واقع تجربة عشتها معهم في عمل رسمي لفترة قصيرة، ورافقتهم في الداخل والخارج، فكانوا نعم الإخوة، ومنتهى الطيبة والأخلاق والانتماء الوطني.

إن كل تفجير من الدواعش يحملنا مصيبتين: مصيبة من نفقده في ذلك التفجير، ومصيبة أن المنفّذ ابن عاق لهذا الوطن المعطاء، ولا يستحق أن يعيش فيه.

عظم الله أجركم أحبتنا في منطقة نجران، وغفر الله لشهدائكم وجميع شهداء الوطن.

وشكرا لأمير منطقة عسير، على دعم مبادرات المجتمع المدني التي تهدف إلى تعميق اللحمة الوطنية، وشكرا لإخواننا أبناء عسير الموجودين في نجران فردا فردا، وأخص من قام بالتنسيق معنا في هذا الشأن، في مقدمتهم مساعد مدير التعليم منصور بن سعد، لحسن استقبال الوفد وتقديم الضيافة.