قال المدير العام للتعليم في الأحساء للشؤون التعليمية "بنين" المؤرخ عبدالله الذرمان، خلال كلمته مساء أول من أمس في حفل تكريم رائدين من رواد تعليم "البنات" في الأحساء، هما الدكتور علي الألمعي، ومحمد سعيد آل ملا، الذي نظمه نادي الأحساء الأدبي، إن الأحساء بلد علم وحضارة وفكر وثقافة، وكانت الأحساء مصدرا للعلم، وكان يطلق عليها "أزهر الخليج"، وكانت تحتل المرتبة "الرابعة" في الحركة العلمية بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة واليمن، وكان العالم لا يعتبر عالماًَ إلا إذا درس في مجموعة من الحواضر العلمية، ولعل من هذه الحواضر "الأحساء". وذكر الذرمان في الأمسية الاحتفالية، التي أدارها نائب رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور خالد الجريان، أنه لم يكن العلم يقتصر على فئة معينة أو على طبقة معينة في الأحساء، فكان العلم موجودا بين الطبقات كلها، وكانت المرأة في الأحساء تشارك بفاعلية في إذكاء جذوة الحركة العلمية في الأحساء، فلم يخل بيت من بيوت العلم والثقافة في الأحساء إلا وهناك نساء أخذن على عاتقهن إذكاء العلم وتربية الأبناء التربية الأدبية والعلمية، مستشهداً في ذلك بالشيخة حبيبة الملا، والتي كانت من العالمات اللاتي أخذن العلم من علماء الأسر في الأحساء، وكان للمرأة في الأحساء اهتمام في تهيئة الجو العلمي المناسب للأبناء والمساعد للنهوض بالعلم، لافتاً إلى أن من بين هذه الوسائل، التي أخذت اهتمام شريحة واسعة بين النسوة في الأحساء، وقف الكتب، إذ تعتبر المرأة الأحسائية رائدة في هذا المجال، ومضى يقول: كلما تصفحت مخطوطة، ودخلت مكتبة أجد على هذه المخطوطات مشاركات جميلة لبنات ونساء الأحساء في وقف الكتب التي تساعد على تغذية الأبناء بالعلم، فهناك الشيخة فاطمة الطوق، التي أوقفت 9 كتب عن الشيخ عبدالعزيز الوهيبي "ابن قاضي الأحساء"، وكانت المرأة الأحسائية إذا توفي ابنها، تحرص على وقف الكتب ليكون ثواباً عنه، فهذه الشيخة الجوهرة بنت الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ جاءت واستقرت في الأحساء مع والدها حينما توفي ابنها الشيخ محمد بن حسن الباهلي، وأوقفت مجموعة من الكتب على ابنها.