قلل وزير الدولة، مستشار الرئيس اليمني، الدكتور محمد العامري، من تأثير ومعنى زيارة المخلوع علي عبدالله صالح، الأخيرة إلى السفارة الروسية بصنعاء، مشيرا إلى أنه أراد منها إيصال ثلاث رسائل، الأولى أنه يراهن على الموقف الروسي فيما يتعلق بمجلس الأمن، ويريد تقديم فروض الولاء والطاعة للروس، لعل وعسى أن يجد لديهم بعض القبول، كما أراد الظهور بمظهر الشخص الذي يستطيع التحرك والتواصل مع القوى الخارجية، والإيحاء بأنه ما زال إلى جانب الحل السياسي للأزمة. مشيرا إلى أن المخلوع يعيش حالة انفصام عن الواقع.
تهافت على روسيا
وقال العامري في تصريح إلى "الوطن" أمس: "المخلوع أظهر نفسه في موقف المهزوم الذي يبحث عن طوق نجاة، بعد تأكده من فشل المغامرة العسكرية التي قام بها، لذلك سارع إلى زيارة السفارة الروسية، رغم أنه لا يتمتع بأي صفة اعتبارية، ومن الواضح أن طرفي الانقلاب باتا على قناعة بأن الحل السياسي هو الأفضل لهما، بعد تصدع جبهتهما وانهيارها، فالحوثيون بدورهم كانوا قد زاروا روسيا خلال الفترة الماضية، وهذه الزيارات تأتي بعد وصول طرفي التمرد إلى مرحلة الإفلاس، وهنا يأتي البحث عن أي مخرج، عبر بعض الدول العظمى، حيث يعولون على مواقف موسكو في مجلس الأمن".
حالة مرضية
وشدد العامري على أن زيارة المخلوع للسفارة الروسية تعد خرقا للأعراف الدبلوماسية، لأنه لا يتمتع بأي صفة رسمية، كما أنه مجرم ملاحق من العدالة الدولية، بموجب قرارات صادرة عن مجلس الأمن، وروسيا جزء من المجلس، وأعلنت موافقتها على القرار، رغم تحفظها عليه في البداية، لذلك لم يكن على مسؤولي سفارتها في صنعاء استقبال المخلوع، الذي ما زال يعيش في نرجسية، وحالة انفصام عن الواقع، فهو يشعر بأنه لا يزال الرئيس الشرعي للبلاد، وهذه حالة مرضية تصيب كل ديكتاتور يعزله شعبه بثورة شعبية".
واختتم العامري تصريحاته بالقول "سواء زار المخلوع السفارة الروسية أو غيرها، سيظل في نظر القانون مجرما هاربا من العدالة، ستطاله يدها في يوم ما، فالعالم لم يعد به مكان آمن لأي مجرم، وسوف يمثل أمام العدالة الدولية والمحلية، ليدفع ثمن ما اقترفته يداه من جرائم بحق الشعب اليمني، ويقوم برد الأموال التي نهبها من خزائن الشعب وأدت إلى إفقار البلاد، وستظل اللعنات تلاحقه، كلما حلت ذكراه".
أبها: سلمان عسكر