لا يوجد هناك ما يستدعي الإحباط والقنوط بعد سلسلة المخالصات والإعارات المتتالية والتي اجتاحت الفرق الشبابية بمستوياتها كافة في هذا الموسم والذي قبله، والتي في حقيقتها لم تكن سوى عملية (ترتيب أوراق) أو تصفية شاملة لتقليص معدل التضخم الكبير في نسبة الرواتب.
العمل يسير على ما يرام وخاصة فيما يتعلق بالشؤون المالية في النادي بدليل أن الدين الشبابي الآن هو الأقل وبفارق كبير مقارنة ببقية الأندية الخمسة الكبار (ماليا)، مع أن نادي الشباب لم يتوقف عن الاستقطاب بل إنه يعد من الأندية الأكثر استقطابا هذا الموسم.
ولو وسعنا نطاق الرؤية لبقية الأندية لوجدناها في الغالب تعيش حالة مقاومة ونضال ضد ديون قديمة ورواتب متأخرة، فهل هذا التضخم الكبير في معدل الديون هو أمر طبيعي وبديهي غير مقصود أو أنه أمر مفتعل ومقصود مع سبق الإصرار؟.
بشكل آخر: هل هناك روؤساء أندية يتعمدون رفع الفاتورة بغرض صناعة فخ يقع فيه الرئيس القادم؟ فلو دققنا النظر لرأينا أن الكل عازف وزاهد عن رئاسة الأندية لمعرفته المسبقة بوجود فخاخ وأحابيل من صنيع الرئيس السابق، وهذه الفخاخ والأحابيل المالية هي الفزاعة المنصوبة على كرسي الرئاسة والتي تفزع الراغبين الجدد من قيادة الأندية. وإنه لمن دواعي الحزن أن تستغل أنظمة الاحتراف بهذا الشكل السلبي، مع أن الناتج الفني في نهاية المطاف لا يستحق كل هذه الفاتورة المتضخمة، فالأندية تدفع أموالا طائلة في أنصاف وأرباع لاعبين، مما اضطر مسؤولي الأندية للجوء للمخالصات المالية لإيقاف الهدر المالي غير المبرر.