وصف عضو هيئة كبار العلماء، عضو اللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ الدكتور صالح الفوزان، مفجري المساجد، بـ"المجاهدين في سبيل الشيطان" واستنكر بشدة تسمية من يقتل نفسه ويفجر بيوت الله شهيدا، مشددا بأن قتل النفس وانتهاك حرمة بيوت الله - عز وجل -، واستحلال دماء المصلين والأنفس التي حرم الله قتلها، جريمة وليست شهادة في سبيل الله.
فئة ضالة تدعي الإسلام
وأفتى الشيخ الفوزان بوجوب التعاون مع رجال الأمن والإبلاغ عن أصحاب الفكر المتطرف والإرهاب، مطالبا الجميع بعدم السكوت عن هذه الفئة والتعاون فيما بينهم ومعاونة رجال الأمن لكف شرورهم وحماية المسلمين والوطن من أذاهم. وجاءت فتوى عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء في سياق رده على سؤال لأحد المستفتين في موقعه الإلكتروني، بخصوص جريمة تفجير أحد إرهابيي داعش مسجدا في منطقة نجران أخيرا، الذي نتج عنه استشهاد مصليين وإصابة 19 آخرين، حيث شدد الفوزان على أن منفذ العملية ومن على شاكلته، فئة ضالة تدعي أنها تنكر المنكر وأنها فئة مسلمة، وهى في الواقع فئة ضالة تستبيح بيوت الله ومحارمه، ويجب على المسلمين التعاون لكف شرهم، فكل مسلم هو مسؤول، ومن رأى أحد منهم أن يبلغ عنه وهذا واجب الجميع.
وزاد الشيخ الفوزان بقوله: "تعاونوا مع رجال الأمن، بلغوا عنهم، هؤلاء أعداء للمسلمين يتسمون بالإسلام، وهم يستبيحون بيوت الله - عز وجل - ويستحلون دماء المصلين ويقتلون الأنفس التي حرم الله قتلها".
تهاون بعض الخطباء
وكان الشيخ الفوزان قد وصف في سياق محاضرة ألقاها أخيرا في منطقة القصيم - حصلت "الوطن" على التسجيل الخاص بها - من يفجرون أنفسهم بزعم الجهاد في سبيل الله، بقوله: "هؤلاء ينفذون جرائمهم في بلاد المسلمين أو في بلاد الكفار"، وأضاف: "ربما الكفار هم الذين دربوهم على هذه الأمور، إنما يعملون هذه الأعمال في بلاد المسلمين يخربون ويقتلون ويروعون في بلاد المسلمين، فكيف يكون هذا من الجهاد في سبيل الله، هذا من الجهاد في سبيل الشيطان". ولفت عضو هيئة كبار العلماء إلى وجود خلل وتهاون من بعض الخطباء، فيما يتعلق بتعرية الفكر المتطرف، مشددا على وجود حاجة ماسة إلى التنبيه من هذا الفكر وتعريته وبيان خطره على المسلمين، مضيفا بأنه على الخطباء والمدرسين وطلبة العلم وكل من عنده استطاعة أن يبين خطر الفكر المتطرف كي لا يتغلغل في أبناء المسلمين، ويجب عدم ترك المجال للمخربين يغسلون أدمغة شبابنا وأولادنا ونحن مكتوفي الأيدي فيجب التنبه لهذا في المساجد وفي غيرها. واستغرب الفوزان من يقول إن تفجير المساجد وقتل المصلين جهاد في سبيل الله، معتبرا أنه من الإفساد في الأرض، والله لا يحب المفسدين، وشدد على وجوب التنبه لهذا وتوعية من يجهل هذا الحكم ويغرر به ويعتقد أن هذا من الجهاد وأن فيه فضيلة، في حين أنه من التدمير والإفساد في الأرض. وأردف متسائلا: "كيف يقولون إن قتل الأبرياء وقتل الأنفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، شهادة في سبيل الله، وكيف يكون قاتل نفسه شهيدا، والرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن قاتل نفسه في النار.