أكد محللون سياسيون أن اكتمال تحرير محافظة تعز، قبيل بدء مفاوضات الحل السلمي في جنيف، كما هو متوقع، يوجه صفعة قوية للانقلابيين، ويجعلهم في موقف أكثر ضعفا قبل بدء التفاوض. وأضافوا أنه على مقاتلي المقاومة الشعبية والجيش الوطني، وقوات التحالف تكثيف هجماتهم على الانقلابيين، وتوجيه ضربة قاصية لهم، تدفعهم لإعلان هزيمتهم في المحافظة، ومن ثم الانسحاب منها كليا خلال الأيام المقبلة.
أحقاد وضغائن
قال المحلل السياسي ناجي السامعي إن تحرير تعز يعني ببساطة إعلان بداية الانهيار الحوثي، لأن من شأن ذلك أن يؤدي إلى تسريع تحرير بقية المحافظات، لا سيما أن قوات الانقلاب تضع ثقلها كله لأجل مواصلة الاعتداءات على تعز، والتمسك بالبقاء فيها، وإعلان هزيمتها فيها سيكون صفعة قاسية لها، وهو ما يعني انهيار معنويات جنودها وتراجع روحهم المعنوية في بقية أنحاء البلاد.
وأضاف "منذ البداية اتضح مدى تمسك طرفي الانقلاب بتعز، وتصميمهما على الانتقام من مواطنيهما لدوافع وأحقاد شخصية، فالمخلوع ما زال يذكر أنها كانت مهد الثورة التي أدت إلى خلعه، ومنها انطلقت شرارة ثورة الشباب في 11 فبراير التي عمت بقية المدن والمحافظات، وتوجت في النهاية بطرد المخلوع وإنهاء حكمه. لذلك فهو يريد الانتقام من إنسانها، ومعلوم أن كافة قرارات المخلوع وتصرفاته تنطلق من قناعات ودوافع شخصية، وليس من مصلحة البلاد".
انهيار التمرد
أضاف السامعي "أما بالنسبة للحوثيين، فقد وقفت تعز طويلا في طريق تقدمهم نحو بقية المحافظات، وفيها ولدت المقاومة الشعبية التي لم تزل تذيقهم الأمرين، وتمكن أبطالها من قتل أعداد كبيرة من عناصر الانقلاب. لذلك فهم يحاولون بدورهم التشبث بالبقاء في تعز، وأحقادهم تكشفها حملات القصف العشوائي المتواصلة التي لم تتوقف عن المدينة منذ فترة طويلة".
واختتم السامعي قائلا "تخليص تعز من الحوثيين سيكون أكبر من مجرد هزيمة عسكرية لهم، وقد يؤدي إلى انفصام عرى تحالف الشر الذي جمع بين الحوثي والمخلوع، وسيحملهما إلى جنيف صاغرين أذلاء، ويساعد الشرعية على فرض شروطها، وإحلال السلام العادل الذي يعطي كل ذي حق حقه".
إنجاح التفاوض
من جانبه، يؤكد أستاذ العلوم السياسية الدكتور علي باصرة ما ذهب إليه السامعي، مشيرا إلى ضرورة تسريع العمليات العسكرية، وإعلان نهاية التمرد في تعز، وأضاف في تصريحات إلى "الوطن": "تحرير تعز سوف يكتب نهاية عهد التمرد، ويكسب مفاوضات جنيف جدية كبيرة تسهم في تحقيق أهدافه، لأنه سيضع الانقلابيين في المكان اللائق بهم، ويحرمهم من القدرة على المساومة والتسويف وإضاعة الوقت، لأنهم سيكونون قد وقعوا تحت رحمة قوات الشرعية. لذلك سوف يسارعون إلى إيجاد منفذ من الهلاك الذي يحيق بهم".
وأضاف باصرة "خروج ميليشيات الحوثي وصالح من تعز وعودتها إلى حضن الشرعية يعني كذلك أن أبواب المقاومة الشعبية والقوات الشرعية باتت على أبواب صنعاء والجوف وبقية محافظات البلاد، وسوف يجعل تلك العمليات أكثر سهولة. وسيجعل محافظة الحديدة في مرمى نيران التحالف، ويحرم الانقلابيين الاستفادة من ميناءي الحديدة والمخا، وبالتالي الحصول على أي مساعدات عسكرية، من إيران أو غيرها.