أكدت فصائل المعارضة السورية أمس، أن تنظيم داعش استفاد من التدخل الروسي، واتهم قائد "غرفة عمليات فتح حلب" التابعة للمعارضة، الرائد ياسر عبد الرحيم، كلاً من روسيا ونظام الأسد بتسهيل تقدم داعش على حساب المعارضة بريف حلب الشمالي، من خلال استهدافهما مقرات المعارضة والحاضنة الشعبية لها، محملا المجتمع الدولي مسؤولية غض الطرف عن التدخل الروسي العلني، واستهدافه الجيش الحر والمدنيين.

قتلى بحمص

يأتي ذلك فيما، قتل 16 مدنياً وأصيب عشرات آخرون، أول من أمس، في غارات شنتها طائرات روسية على مدينة القريتين جنوب شرقي حمص، التي يسيطر عليها تنظيم داعش. وقالت مصادر، إن الطيران الروسي شنّ 15 غارة على المدينة، استهدفت اثنتان منها مركزاً لتوزيع الخبز في المدينة، ما أدى إلى مقتل 16 شخصاً.

كما تعرضت القلعة الأثرية في مدينة تدمر، بريف حمص الشرقي، التي يسيطر عليها أيضاً تنظيم "داعش" لثمانية غارات روسية، إضافة لغارات استهدفت الأطراف الغربية من المدينة، دون ورود أنباء عن سقوط ضحايا، كما أفاد ناشطون.

وألقت الطائرات المروحية التابعة لقوات النظام أربعة براميل متفجرة على بلدة مهين، التي سيطر عليها التنظيم منذ يومين، ما تسبب في مقتل مدنيين اثنين وإصابة آخرين بجروح.

براميل متفجرة

من ناحية ثانية، قال المرصد إن عدد البراميل المتفجرة التي ألقتها طائرات النظام المروحية على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية، ارتفع إلى 52 برميلا على الأقل، فيما قصف الطيران المروحي أماكن في منطقة الشياح بالقرب من مدينة معضمية الشام بالغوطة الغربية، مخلفة عددا من الإصابات. بدورها، ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في بيان أمس، إنها وثقت مقتل 11 شخصاً من الكوادر الطبية، خلال الشهر الماضي، أغلبهم قُتلوا على يد قوات النظام، مؤكدة أن قوات النظام متورطة منذ عام 2011 بقصف واستهداف المنشآت الطبية.

تضارب أنباء

وعلى الصعيد السياسي تضاربت أمس الأنباء حول تصريحات لوزارة الخارجية الروسية حول مصير الأسد، ففيما نقلت تقارير على لسان المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا، أول من أمس "أن بقاء الأسد في السلطة، لا يعتبر أمرا مبدئيا بالنسبة لموسكو"، وأن مصيره يتعين أن يحدده الشعب السوري، قالت وكالة تاس الروسية في وقت لاحق إن زاخاروفا قالت "يمكنني أن أؤكد أن موقف روسيا بشأن حل الأزمة السورية لم يتغير".

إلى ذلك، اعتبرت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني أمس، أن بريطانيا يجب أن لا تنضم إلى حملة الضربات الجوية في سورية، إذا لم تكن هناك استراتيجية واضحة لهزم تنظيم داعش وإحلال السلام في هذا البلد.

وكانت حكومة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، تريد توسيع نطاق تدخل بريطانيا الحالي في الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من العراق ليشمل سورية أيضا، إذا حصلت على دعم سياسي في تصويت في مجلس العموم. لكن لجنة الشؤون الخارجية قالت في تقرير جديد إن تركيز كاميرون على حملة الضربات الجوية "في غير محله".