حتى النخب لديها "سلعة" لا بد أن تُسوق، لكن بعضهم يترفع عن التسويق، وكأنه "تسول"، بينما بعض التسويق فن راق، ويزداد رقيا كلما كانت بضاعتك أو سلعتك ذات قيمة.
في السابق لم يكن ممكنا تسويق الأفكار والآراء والوعي والنقد إلا بالقلم والقرطاس، واليوم أصبح لتسويقها طرق عدة بعضها أسرع من القلم وأوثق من القرطاس، فليس كل الناس تقرأ لكن كل الناس تشاهد، وأعتقد أن كثيرا تعلم من "الجيل الجديد"، واقتنع بأن "المرئي" أقوى وأسرع تأثيرا من "المكتوب"، لذلك دخلت بعض النخب مجال تسويق الأفكار بالفيديو الذي يُقدم بقالب حديث ولا يُبث على التلفزيون، بل يصل المتابع عبر جيبه ليستمتع به وقتما شاء، فهو صاحب قرار المشاهد.
الحقيقة أن أول من حضر في برامج مرئية خارج سيطرة التلفزيون هم "الشباب"، لكن ليست الميزة في أن تكون أول من يحضر، الميزة أن يكون حضورك ذا قيمة.
وبما أنه "من ألف فقد استهدف"، يبدو أن الكاتب أحمد العرفج مهووس بالحضور في كل مكان يمكن أن يكون منبرا إعلاميا، كما يقول أحد المتابعين، لكن ربما أنه مؤمن بضرورة تسويق الأفكار والآراء، فكان وما زال كاتبا على صفحات عدة وفاعلا في وسائل التواصل الاجتماعي، وضيفا في البرامج التلفزيونية ومقدما لبعضها وممثلا ومؤلفا، وأخيرا كان أول من حضر ببرنامج مرئي على "تويتر" -كما يقول- ورغم أن البعض يعد فكرته متفرعة عن أفكار الشباب لكنها كانت في "تويتر" الأولى، وكان حضوره جميلا وثريا برغم أن الحلقة لا تتجاوز 30 ثانية، ولنا أن نطبق على البرنامج المثل "خذ وخل" القريب من عنوانه "خذ حل" إلا أن معظم الحلقات حتى الآن تستحق "خذ" وقلة تستحق "خل".