إن كنت متعافيا "ع الآخر"، أو لا تخشى أمراض العصر فهذا المقال الخفيف غير موجه لك.. أيضا إن كنت من الذين يعانون من فوبيا المرض فلا تتوقف هنا. لأن هذا المقال أيضا غير موجه لك!
يقول أحد الأطباء لو أن الإنسان قام بإجراء فحوصات شاملة مرة واحدة كل ستة أشهر لاستطاع حماية نفسه من كثير من الأمراض والعلل.
قلت له هل ثبت هذا فعلا؟.. أجابني: بالتأكيد.. هناك أمراض لها علامات يتم رصدها عند تكونها، وفي حال ذلك نستطيع الوقاية منها عبر الحمية وقبل أن تكون هناك حاجة للعلاج.. وهناك أمراض خطيرة حينما يتم اكتشافها مبكرا يصبح علاجها يسيرا..
مشكلتنا -والحديث لي- أننا تطبعنا بالمؤسسة الحكومية في علاج المشكلات.. أصبحت حركتنا فيزيائية مبنية على ردة الفعل.. وهي حلول قد تنجح أحيانا، لكنها باهظة الثمن.. أعني كان باستطاعتنا تجنب وقوع المشكلة مجانا.
سألته: ما الأمراض الممكن تجاوزها بسهولة حال اكتشافها مبكرا؟.. قال: وقفت على حالات وأمراض ميؤوس من شفائها، لو استطعنا اكتشافها مبكرا لأمكن علاجها دون عناء ودون ألم!
- حينما تشتري سيارة من إحدى الوكالات يقوم فنيو الشركة -في إطار خدمات ما بعد البيع- بالفحص الشامل للسيارة وتبديل ما تستلزمه المسافة وغير ذلك!
- إلزام المواطنين بإجراء فحص دوري أمر مطلوب.. العرب تقول "الوقاية خير من العلاج".. لوزارة الصحة تجربة ناجحة تفاعلت خلال السنوات القليلة الماضية، وهي الحملات الوطنية التي تهدف للكشف المبكر عن أورام الصدر للمرأة.
- لماذا لا توسع وزارة الصحة اليوم التجربة بدلا من تركها الحبل على الغارب؟ وحينما يمرض الناس تصبح غير قادرة على علاجهم في مناطقهم، هذا أمر غير مقبول.. على الأقل تبدأ ببرنامج لفحص مستوى الكوليسترول وسرطان القولون وأورام البروستات.
- المطلوب من وزارة الصحة آلية واضحة.. حتى تصبح المسألة ثقافة عامة.
- أختم بقصة طريفة، حاولت يوما إقناع أحد الأصدقاء ممن يعانون إرهاقا عاما، بأن يقوم بإجراء فحوصات طبية شاملة.. لكنه رفض بقوة.. محتجا بقوله: "أخاف يكتشفون معاي مرض"!