في البداية أتوجه بالتعازي لذوي كل من اختارهم الله وتوفاهم في حادثة رافعة الحرم بمكة المكرمة، ومن داخل بيته العتيق فهنيئا لهم حسن الخاتمة برغم كل آلام الفقد وفجعات الموت وحرقة الفجاءة، لكنه الرضا بقضاء الله وقدره، هو ما يميزنا كمسلمين، نعلم ونوقن تمام اليقين بأن كل أمر هو خير ومقدر، وهو ما يقودنا بالتسليم التام لخالق الكون عز وجل والحمد والشكر على ما يقدره، وبالعودة إلى الحادثة أُشهد الله أني ألمس بنفسي وأنا ابن مكة المكرمة ما تقوم به الدولة من أجل الحرمين الشريفين عامة والحرم المكي، خاصة، وأنها لا تتأخر ولا تبخل ولا تتوانى عن بذل المال، من أجل إتمام التوسعة بأفضل الطرق والمعدات، وأُشهد الله أننا مهما ننتقد التقصير والخطأ فإننا نحاول توجيه أصبعنا نحو الخلل ليتم علاجه وليس لأي هدف آخر، ولذلك من المرفوض تماما منح الفرصة لمن يصطادون في الماء العكر، ولو قامت الجهة المسؤولة بأخذ الإجراء الاحترازي لاكتفينا شر المفاجآت مع الأخذ في الاعتبار تقصير بعض الجهات المتخصصة بالقيام بدورها وأولها الرئاسة العامة للأرصاد، فلم يكن من الصعب عليها توجيه تحذير عاجل ومحاولة توجيه المعتمرين، وإبعادهم عن مناطق الخطورة.
عموما قدر الله وما شاء فعل، والمهم أن نتعلم من أخطائنا، وألا نتحرك بعد وقوع الكوارث، ولعل الدرس الأوضح هذه المرة هو إخلاء أي منطقة يتم استخدامها في المواسم من المعدات والآليات، وعدم تركها بحجة استكمال العمل بعد انتهاء الموسوم، فالحادثة هذه يجب ألا تتكرر فموت نفس واحدة -والله- لا يقل ألما عن فقد ألوف، وتوجيه مستشار الملك وأمير منطقة مكة المكرمة بتكوين لجنة عاجلة لتقصي الأسباب، يجب أن تعلن نتائجه وبسرعة عن المتسبب مع العقاب والله المستعان.