"نحن بلدنا -بحمد الله- ليس بحاجة لشيء ولكن يهمنا أن يكون هناك استقرار في المنطقة يخدم شعوبها"، هكذا قالها الملك سلمان -حفظه الله- في كلمته أثناء زيارته للرئيس الأميركي أوباما، في رسالة واضحة بأن المملكة العربية السعودية لديها القدرة الكاملة على إعادة الاستقرار إلى المنطقة بعد أن أسهمت إيران في زعزعة أمنها ودعم الفتن وتمويل حزب الله في لبنان، والحوثي في اليمن، والنظام السوري المستبد، والإرهاب في العراق، وتجنيد القاعدة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول الشرق الأوسط، ومحاولة السيطرة على سياسة الحكومات العربية وإثارة الفتن الطائفية عبر وسائل الإعلام بدعمها ماديا بهدف تحقيق مطامعها السياسية.
نجاح عملية عاصفة الحزم التي قادتها السعودية بالتعاون مع دول التحالف كانت مفاجأة محبطة لمخططات إيران وأكبر دليل على مقولة الملك سلمان إن بلدنا ليس بحاجة لشيء لدعم استقرار المنطقة. فنحن لدينا كل المقومات التي تجعلنا ندافع عن أمن المنطقة وبالتالي أمن الوطن بكل نجاح.
محاولات إيران الجادة لإغراق الدول العربية في الفتن، ومحاولة دعم الميليشيات الموالية لها لاغتصاب مقعد الحكم لم تعد تجدي في زمن سلمان العزم الذي بدأ بالحد من التوسع الإيراني من خلال إحباط الإمدادات التي ترسلها لعصابة الحوثي، ودعم الحكومة اليمنية الشرعية للعودة إلى صنعاء، لم تكتف المملكة بذلك بل واصلت دعم السوريين من أجل الإطاحة بحكومة الأسد الموالية لإيران، وهذا ما أكده الملك سلمان أثناء زيارته لأوباما، وصرح به معالي وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأن الجانبين السعودي والأميركي اتفقا على أن الحل في سورية يجب أن يستند إلى جنيف1 الذي صدر عقب اجتماع "مجموعة العمل من أجل سورية" في عام 2012، والذي نص بأنه يجب وقف "عسكرة الأزمة" التي لم يتوقف عنها الأسد حتى الآن وقتل أكثر من 210 آلاف من شعبه، وذلك حسب وكالة رويترز بداية هذا العام مع أني أعتقد أن عدد القتلى الفعلي يفوق هذا العدد بكثير. ونص اتفاق جنيف1 أيضا بأنه يجب تشكيل حكومة انتقالية، والتي لم ولن يفعلها النظام السوري بإرادته، بل رغما عنه تحت ضغوط السياسة السعودية للحد من التوسع الإيراني ومحاولته لدعم الأسد الموالي لسياستهم.
السعودية بقيادة الملك سلمان قادت عمليات عاصفة الحزم في اليمن ودعم الثورة السورية للحد من التوسع الإيراني في المنطقة، وتدعم استقرار العراق والحرب على داعش، وباركت الاتفاق النووي مع إيران الذي يضمن في حال تطبيقه عدم حصول إيران على السلاح النووي.
السعودية لم تعد بحاجة إلى شيء للحفاظ على استقرارها واستقرار المنطقة.. لم نعد الدولة المنتظرة أن تتدخل الدول الكبرى التي ترى المنطقة تحترق ولم تفعل شيئا من أجل حمايتها أو المسارعة لحماية حقوق الإنسان التي ترفع شعاراتها وتدعي الدفاع عنها، ولكنها تنساها عندما يتعلق الأمر بدماء العرب أو المسلمين، وأتساءل ماذا لو نقلنا أزمة سورية إلى إسرائيل هل سنرى هذه الدول تقف دون حراك كما هي تفعل الآن.
بفضل الله ثم بفضل سياسة الملك سلمان وتحالفه مع الدول الصديقة ذات المصير المشترك معنا وحزمه في الحد من الفوضى التي تصنعها إيران في المنطقة لم نعد بحاجة إلى أي قوى خارجية للدفاع عن أمننا واستقرار دول الخليج ودول الجوار والدول العربية كافة، بل نرى يوما بعد يوم وخلال شهور قليلة من تولي الملك سلمان لحكم البلاد تراجعا كبيرا في التوسع الإيراني، وخيبة أمل كبير وسط الأحزاب التي تدعمها والميليشيات التي تمولها وتسلحها.
رسالة تاريخية وجهها الملك سلمان لكل العالم من البيت الأبيض وفي زمن مفصلي يقلب القوى لصالحنا في المنطقة: "بلدنا ليس بحاجة لشيء".