كلما حاولت التمسك ببصيص أمل نحو بعض المشاريع الخدمية الحكومية تأتي ألف قصة وقصة لتقول لي وبالفم المليان (بدري عليك)، وآخر القصص هذه المرة تأتي من هناك، ومن طيبة الطيبة التي حباها الله بمطار جميل المظهر رائع القشور، لكنه يطبق القاعدة الشعبية الشهيرة (من بره الله الله ومن جوه يعلم الله)، فمع أول اختبار حقيقي للمطار سقطت بوابة زجاجية وطفحت المجاري، وتسربت المياه وتوقف السلم الكهربائي، كل هذا يحدث أمام مرأى ومسمع هيئة الطيران المدني لكنها آثرت الصمت، أتدرون لماذا الصمت؟ لأنها ببساطة هي من منحت الشركة المشغلة عقد التشغيل ولمدة 25 عاما بالتمام والكمال! فكيف تدين شركة هي من جلبتها؟ المحزن في الموضوع أن هذه الكوارث تحدث، لكن على لسان المتحدث باسم الشركة تُمرر بيانات مضحكة تحاول وبالقوة لَيْ الحقيقة وتمييعها ومحاولة اختزالها في حوادث فردية بسيطة! رغم أن وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام التفاعلي اللحظي ينقل وبلا مواربة الحقيقة كاملة، ويكفينا التجول في تويتر لتتضح الصورة كاملة مهما حاول أهل الشأن استخدام طريقة (حلق حوش أوعى يهرب منك).
وبصدق أقول لموظفي المطار قلبي معكم، وأحييكم على فكرتكم الجميلة حين تعطل التكييف فتصرفتم بحكمة أكثر من إدارتكم، وسارعتم بإحضار مكيفات وعلى حسابكم الخاص (بالقطة)، فأنتم هنا اختصرتم المشوار، وقمتم بالواجب وأكثر وأتمنى من إدارة الشركة المشغلة الاستفادة من تعاضد موظفيها في التركيز أكثر على إراحتهم، حتى يعملوا بشكل جيد وحتى ذلك الحين أوجه تحية إلى هيئة مكافحة الفساد (نزاهة) وأقول لها وبكل ود فتشي عن المستفيد من كل هذا، وأوجه لها سؤالا في وضح النهار: عندكم خبر؟.