عندما يكون الماضي مليئا بالتحديات، فلا شك أن الحاضر محفوف بالنجاحات بعيدا عن كثرتها أو قلتها، والمتابع والقارئ لتاريخ وزارة الحرس الوطني التي أصبحت وزارة مؤخرا، يعلم يقينا أن عملها الناجح اليوم مع القطاعات العسكرية كافة، كان السر الأساسي في نجاحها هو تحديات الماضي التي صقلت القطاع العسكري بشكل عام.

ورؤية الوزارة اليوم وهي في كنف وزيرها الأمير متعب بن عبدالله، ونائبه عبدالمحسن التويجري، يعود بالذاكرة إلى الوراء عندما كان أبواهما -رحمهما الله- هما قادة الرئاسة العامة للحرس الوطني آنذاك قبل أن تكون وزارة.

وبلا شك أن العمل للوطن هو الدافع الأساسي لكافة العاملين في وزارة الحرس الوطني أو أي جهة حكومية أخرى، وفي وزارة الحرس الوطني يعزز المسؤولية الوطنية وخدمة الدين والوطن، تحمل مسؤولية إكمال مسيرة الآباء، برا بهما، رحمهما الله.

في سنة 1382 تسلّم رئاسة الحرس الوطني الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، إذ كان هذا الحدث نقلة نوعية للحرس الوطني، بتحويله من قوات شبه عسكرية إلى قوات حديثة، في تجهيزها، وتدريبها، وفي سنة 1395 أصبح نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء ورئيسا للحرس الوطني، وفي 1402 بايعه أفراد الأسرة المالكة، والعلماء، ووجهاء البلاد، وعامة الشعب السعودي، يوم صدر أمر ملكي بتعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء ورئيسا للحرس الوطني، بالإضافة إلى ولاية العهد.

أما نائب وزير الحرس الوطني عبدالمحسن التويجري فكان والده عبدالعزيز قد عين وكيلا للحرس الوطني في عام 1381، وفي عام 1395 صدر الأمر الملكي الكريم بتعيينه نائبا مساعدا لرئيس الحرس الوطني، وقد عاصر نهضة وتطور الحرس الوطني، حيث شارك في وضع ورسم الخطط والبرامج والسياسات لتطوير الحرس الوطني وتحديث تنظيماته في كافة مجالاته العسكرية والإدارية والصحية والتعليمية والثقافية، وقد أسهم في النهضة الحضارية التي وصل إليها الحرس الوطني في المجالات كافة، كما عاصر بدايات انطلاق المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي ينظمه الحرس الوطني سنويا، وحرص على الإشراف على برامجه ومنتدياته الثقافية، كما كان له -رحمه الله- اهتمام كبير بالتراث والأدب والثقافة.

كل هذه المسيرة المشرفة للآباء كانت وستبقى نبراسا للأبناء الذين نشاهدهم وهم يكملون المسير إلى مزيد من النجاحات في الحرس الوطني، الجهاز الذي عاصر التحديات، لتصقله بحنكة رجالاته على مر السنين.