(الغُنم بالغرم) قاعدة من القواعد المهمة في التعاملات المالية مستنبطة من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في الرهن: (لَهُ غُنْمُهُ وَعَلَيْهِ غُرْمُهُ). وتفيد أن من ينال نفع شيء، يتحمل ضرره، ومن تحمل الخسارة في شيء فله ربحه.

أما مناسبة إيراد هذه القاعدة هنا فهو ما نراه من هضم حقوق ناديي الاتحاد والأهلي فيما يختص ببيع وتسويق أجنحة وغرف كبار الشخصيات في ملعب الجوهرة، حيث إن كل نادي منهما سيحصل فقط على 23%، وذلك بحسب قرار رعاية الشباب!

أتساءل: ما هو المسوغ النظامي في تخفيض ما يتقاضاه الاتحاد والأهلي إلى 23? فقط لكل ناد، في حين يشاركهما الجميع في الباقي؟ وعندما أقول الجميع فذلك يشمل بقية الأندية ورعاية الشباب واتحاد القدم ورابطة المحترفين!

من الذي كان يعاني لموسمين من نقل مبارياته من جدة إلى ملعب الشرائع؟ أليسا الاتحاد والأهلي؟ هل شاركتهما في هذه المعاناة بقية الأندية أو رعاية الشباب أو اتحاد القدم أو رابطة المحترفين؟ كلا.. كان (الغرم) على الاتحاد والأهلي فقط.

فلما جاء وقت (الغنم) جاء الكل ليشاركهما ويقتسم معهما (الغنيمة) في المباريات التي تلعب على ملعبهما!

أما عذرهم من تقسيم إيرادات غرف وأجنحة كبار الشخصيات على الجميع فكان عدم وجودها في بقية الملاعب وهو عذر بليد لا يمكن قبوله! لأن الجميع لم يشارك في (الغرم) الذي تعرض له الناديان فكيف يستفيدون من (الغنم) الذي كسباه؟

إن كنا نقيس بذات المقياس وهو عدم وجود (بوكسات) في جميع الملاعب فهل تم تقسيم عوائد مدرجات إستاد الملك فهد التي تستفيد منها أندية الرياض وحدها منذ أكثر من ربع قرن دون بقية الأندية؟ لأنه لم يكن يوجد ملعب يوازيه حجما في ملاعبنا وبالتالي كان من العدل أن تقسم (غنيمة) الدخل الجماهيري على الجميع كما يحاولون أن يفعلوا الآن.

أنصفوا الاتحاد والأهلي فهما يلعبان على أرضهما وبين جماهيرهما ومن غير العدل أن يذهب الدخل إلى غيرهما.